قيادات نسائية لـ"سبق": وثيقة الفتوى للتيسير.. وتخصيص مرشدات يؤكد دور المرأة

‬فيما أكد مختصون بالرئاسة اهتمامها بكل المعايير لمؤسسة الفتوى وتوحيد مساراتها
قيادات نسائية لـ"سبق": وثيقة الفتوى للتيسير.. وتخصيص مرشدات يؤكد دور المرأة

حققت مخرجات الندوة العلمية الكبرى بعنوان "الفتوى في الحرمين.. وأثرها في التيسير على القاصدين"، والتي اختتمت أعمالها في المسجد الحرام؛ وتمخضت عن الإعلان عن وثيقة الفتوى في الحرمين وهي الأولى من نوعها في تاريخ الرئاسة أثرًا إيجابيًا كبيرًا في الأوساط الفكرية والعلمية والمجتمعية.

يأتي ذلك لكونها تضمنت نقاطًا جوهرية تتعلق بأسئلة من الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى الحرمين من أقطار العالم، ويطرحون أسئلتهم التي تتعلق بالمناسك داخل الحرمين، والتي ستصبح في المستقبل القريب محكمة وموحدة في مساراتها مترجمة بلغات متعددة.

وقوبلت التوصية المتعلقة بتخصيص مرشدات من عضوات هيئة التدريس بالكليات الشرعية بالجامعات بالمملكة؛ يقمن بمهمة التوجيه والإرشاد للسائلات بالحرمين الشريفين؛ خدمةً للقاصدات في الفتاوى، ولا سيما التي تخصّ المرأة؛ بالإشادة والتقدير من القيادات النسائية في رئاسة الحرمين؛ حيث اعتبرت في تصريحات لـ"سبق" أن هذه التوصية تعد بكل المعايير نقلة نوعية في مسار الفتوى في الحرمين فضلًا عن الحاجة الماسة لوجود لمرشدات من عضوات هيئة التدريس بالكليات الشرعية؛ يقمن بمهمة التوجيه والإرشاد السائلات بالحرمين الشريفين خدمةً للقاصدين مؤكدين ان مخرجات ندوة الفتوى في الحرمين انعكست إيجابيًا على التيسير على القاصدين؛ لكونها الندوة الأولى من نوعها، والتي تنظم في المسجد الحرام، بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة، ومشاركة سماحة مفتي عام المملكة، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء .

فمن جانبها، قالت مستشار ومساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للشؤون النسائيّة الدكتورة فاطمة الرشود: إن ندوة الفتوى عُقِدت في توقيت مهم قبيل موسم الحج.

وأشارت إلى ضرورة تحقيق التكامل بين الفتوى والتقنية، داعيةً إلى التطوير في وسائل الإفتاء وإجابة السائلين في الحرمين الشريفين بما يواكب الواقع التقنيّ والرّقمنة التي اختصرت الزمن، منوهةً بمشاركتها بمداخلة في الندوة عن بُعد دليلًا على الحرص للاستماع لوجهات نظر القيادات، ومساهمتهم في تعزيز مسار الفتوى.

من جهتها، قالت مساعد الرئيس العام للشؤون النسائية بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الدكتورة فاطمة التويجري: إن الشراكة بين الرئاسة العامة للحرمين والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تعكس اهتمام القيادة الحكيمة بإيصال رسائل العلم والتعلم للقاصدين.

وتابعت: إن رئاسة الحرمين حريصة على مأْسسة الفتوى للقاصدين أثناء أداء مناسكهم، والاستفتاء حول بعض الأحكام الشرعية، مؤكدةً أهمية البحث العلمي الرصين في إحكام الفتاوى في الحرمين الشريفين، ونفع القاصدين بها، منوهةً بأن الوثيقة ظهرت مخرجات ايجابية عنها تسهم في التسيير على القاصدين.

بدورها، قالت مساعد الرئيس العام للقطاع المساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود: إن الوكالة قامت بتوفير روبوت توجيهي خاص بتقديم خدمات الإفتاء في عدد من المواقع والمصليات النسائية بالمسجد الحرام، مدعومة الخدمات مع إمكانية الترجمة الفورية لـ11 لغة عالمية مختلفة مع التطور الملحوظ والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ليتسنى لها الحصول على الفتاوى الخاصة، والأجوبة الشافية لأسئلتها واستفساراتها.

وفي معرض تعليقه على أهم التوصيات التي تضمنتها الوثيقة، أوضح وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية في رئاسة الحرمين بدر الفريح لـ"سبق" أن جميع التوصيات الـ20 استثنائية بكل المعايير؛ لكون الإعلان عن الوثيقة لأول مرة ناجحًا، مؤكدًا أهمية التوصية بالالتزام بعدم السماح بأن يفتي أو يجيب السائلين عن المسائل الشرعية إلا المؤهل بالعلم الشرعي، الوسطي في منهجه، المعتدل في فكره، بتسليط إعلامي كبير في مختلف القنوات والمواقع؛ لكونها نقطة جوهرية تقطع الطريق لأولئك الذين لا يفتون وهم لا يفقهون.

وأضاف أن هذه التوصية تعتبر مهمة بكل المعايير لمؤسسة الفتوى وتوحيد مساراتنا والتحذير من المواقع المجهولة أو غير الموثوقة، والعناية بالفتاوى الجماعية عند النوازل العامة من الهيئات العلمية والمجامع الفقهية، إلى جانب التزام من يجيب السائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين بالأنظمة المرعية، دون تحزّب أو تعصب لمذهب أو طائفة، مؤكدًا أن الرئاسة ستشرع بتنفيذ الوثيقة بالتنسيق مع رئاسة الإفتاء.

في سياق متصل، قال وكيل الرئيس للشؤون الفكرية الدكتور ناصر الزهراني لـ"سبق": إن جميع التوصيات في الوثيقة تعتبر معيارية ومحكمة، ويراعي من يفتي ويجيب السائل إيضاح الفتوى وسهولة عرضها وفهم المستفتي لها؛ مراعاةً لتعدد ثقافات المستفتين في الحرمين الشريفين.

وأضاف الدكتور "الزهراني" في معرض حديثه عن تعزيز الشراكة بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والجامعات العريقة؛ مشيرًا إلى أن هذه خطوة لبناء خطة استراتيجية للفتوى، وبرامج تأهيلية تجمع بين البناء العلمي والتطوير المهاري واستثمار التقانة من خلال أكاديميات متخصصة، يمولها القطاع فضلًا عن تأهيل من يمارس الفتوى وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية.

وأكد أن تعظيم أهمية استثمار التقانة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ومواقع التواصل في ربط الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مع الطاقات الاستيعابية، فضلًا عن إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها، والتزام المملكة بمنهج الوسطية والاعتدال؛ سيعمل على تحقيق مقاصد العبادة.

وكانت الندوة العلمية قد أعلنت عن وثيقة الحرمين من 20 بندًا تتضمن: إنشاء مركز معلومات يُعنى بجمع الفتاوى المتعلقة بالحرمين الشريفين في قاعدة بيانات، مع العناية بترجمتها وتحويلها رقميًا لتعمّ بنفعها العالم الإسلامي؛ ووصفت هذه الخطوة بأنها رائدة بكل المعايير لكي تستفيد الدول الاسلامية منها لتوحيد الفتوى المتعلقة بالحرمين في مسار واحد ومنهجية واحدة.

إلى جانب إنشاء موسوعة تكون معلمة للفتوى، ورقية ورقمية، وسيعطي الفرصة لكل الدول الإسلامية بمختلف مشاربهم في الاستفادة من التقنية الحديثة للتيسير على القاصدين، إلى جانب تفعيل الجانب التوعوي بإعداد مقاطع مرئية؛ توضح الأحكام المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، وتكون مترجمة بلغات متعددة تخاطب ضيوف الرحمن بلغاتهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org