يؤكد الكاتب الصحفي مقبل بن جديع أن معنى الترفيه أكبر من إنشاء دور السينما، لافتاً إلى ردة الفعل القوية من جزء كبير من المجتمع ضد إنشائها، ومطالباً هيئة الترفيه بإنشاء الملاعب الخضراء في الأحياء، لتصبح متنفساً للشباب، كما يطالب بإنشاء موقع للهيئة توضع عليه كل الخطط والمواعيد ووسائل الاتصال بالهيئة.
رفض السينما
وفي مقاله "شوفوا لنا حل" بصحيفة "الرياض"، يبدأ "ابن جديع" برصد الرفض المجتمعي للسينما، ويقول: "هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية اختزلت الترفيه في السينما، وأخذت تسرّب الأخبار تارة وتعلن تارة أخرى بأن التراخيص لدور السينما ستكون في منتصف العام الحالي، ليُفاجأ مسؤولو الهيئة بردة فعل قوية لجزء كبير من المجتمع ضد هذا التوجه، مما جعل رئيس الهيئة ينفي صحة الخبر".
ليس السينما فقط
ويؤكد الكاتب أن الترفيه ليس السينما فقط، ويقول: "على الرغم من أن السينما تُعتبر من أنواع الترفيه المرغوب فيه لدى كثير من الناس، إضافة إلى أنها ستشكّل مورداً مالياً كبيراً، إلا أن اختزال الترفيه في السينما خطأ كبير، وهو أشمل وأعم".
نماذج الترفيه
ثم يعدد "ابن جديع" الأنشطة الأخرى، ويقول: "هناك الكثير من الأنشطة الترفيهية التي يُفترض أن تتبناها هيئة الترفيه، بالتعاون مع جهات أخرى لتنظمها بشكل مستمر طوال العام، كالفعاليات والمهرجانات الثقافية والمسابقات الرياضية والمسارح المفتوحة، والتنسيق مع هيئة السياحة لتنظيم جولات سياحية لأماكن تراثية، والأمانات في المدن الكبيرة لإنشاء مزيد من الحدائق والمتنزهات بشكل مكثف ومنتشر، ويكون بها بحيرات ومسطحات خضراء وملاعب متعددة للشباب الذين يعانون من شحّ في الملاعب المهيأة لممارسة الرياضات التنافسية مثل كرة القدم واليد والسلة والطائرة وغيرها، ولا يوجد حالياً إلا بعض الساحات الشعبية التي أنشأتها بعض الأمانات كأمانة الرياض، ولكن ملاعب هذه الساحات قليلة جداً، وأرضياتها إسمنتية أو مطاطية، في وقت كان من المفترض زراعتها وزيادة عددها لتستوعب كثيراً من الشباب".
الملاعب الخضراء
ويطالب الكاتب الهيئة بالتركيز على إنشاء الملاعب الخضراء في الأحياء، ويقول: "كل ما أطلبه من هيئة الترفيه أن تدرك أن أي نشاط يتم تنظيمه بشكل جيد ومرتب يُعتبر ترفيهاً، سواء كان رياضياً أو ثقافياً أو فنياً، وبحكم أن أغلب سكان المملكة من فئة الشباب ويحبون الرياضة بشكل كبير، فإنني أطالب هيئة الترفيه وبالتنسيق مع هيئة الرياضة ووزارة البلديات بأن يهتموا بزيادة الملاعب المزروعة في الأحياء، سواء بشكل مجاني أو برسوم رمزية، وأن يكون لهذا الموضوع الأولوية في التنفيذ، خصوصاً أن تجهيزات ملاعب الأحياء لا تحتاج لكثير من الوقت ولا المال، قياساً بغيرها من الأنشطة".
بديلاً للاستراحات
ويرى "ابن جديع" أن "إنشاء مثل هذه الملاعب في الأحياء أمر مهم جداً للشباب الذين يرغبون في ممارسة لعبة كرة القدم، بالقرب من بيوتهم بعيداً عن اللجوء للاستراحات والملاعب التي تشهد أسعارها مبالغات كبيرة، إضافة إلى أنها غير متوفرة في كل مكان وزمان، بمعنى أنك لن تجد بالقرب من بيتك ملاعب قريبة في حال رغبت بممارسة رياضة كرة القدم في أي وقت".
وينهي الكاتب بـ"أن توفير الملاعب لن يكون هو الترفيه الأوحد للمجتمع، ولكنه سيخدم فئة كبيرة من المجتمع وفي وقت وجيز، مع عدم إغفال الجانب النسوي من الترفيه بما يتناسب مع طبيعته، وبعد أن تنتهي الهيئة من توفير أساسيات الترفيه للمجتمع وقتها يحق لها التفكير في الأمور الترفيهية الأخرى ذات الطابع الاقتصادي".