#كانوا_معنا: "فقيد الرياضة المبتسم" في عيون المقربين.. بِر ومَقلَب ولحظات أخيرة

سياف المعاوي وُصف بـ"قبيلة في فرد".. عصامي يعشق الوضوح ورحلة عطاء بلا كلل
#كانوا_معنا: "فقيد الرياضة المبتسم" في عيون المقربين.. بِر ومَقلَب ولحظات أخيرة
تم النشر في

لم يكن يوم ٢٠ صفر الماضي اعتيادياً؛ فقد خسرت فيه الرياضة السعودية أحد أبرز الأسماء التي ظهرت بقوة لخدمتها عبر عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم في أول انتخابات رياضية حرة؛ حيث حضر سياف بن سعود المعاوي من نادي النخيل بمحافظة بيشة؛ فنشر الثمر وروى الأرواح بعطاء وافر ونتاج جلي، وكان دائم الابتسامة؛ حيث تُسلط "سبق" الضوء على شخصية الراحل من مراحل دراسته الأولى حتى ختام أعماله؛ مستعينة بأصدقائه المقربين.
 
تعليمه والماجستير
سياف بن سعود المعاوي.. وُلد في ٥ رجب من عام ١٣٨٦، وتلقّى تعليمه في المراحل الثلاثة ما قبل الجامعية في محافظته بيشة؛ حيث درس في الثغيلة مرحلة الابتدائية، والفيصلية مرحلتيْ المتوسطة والثانوية، قبل أن يحزم حقائبه إلى جدة لدراسة البكالوريوس في جامعة الملك عبدالعزيز، ثم قرر إكمال دراسة الماجستير في نفس التخصص بإحدى الجامعات المصرية.
 
مساعد مدير بنك
أولى محطاته العملية كانت في البنك السعودي للتسليف والادخار بمحافظته بيشة، وتَدَرّج حتى وصل مساعداً لمدير البنك.
 
الأول منتخباً
وفي أول انتخابات، فاز برئاسة أول مجلس بلدي بالمحافظة؛ محققاً العديد من المنجزات التنموية، وتدرّج رياضياً في العمل الإداري في نادي النخيل بعد اعتزاله كرة القدم، من عضوية المجلس إلى أمانة الصندوق؛ فالأمانة العامة، ثم نائب الرئيس، وأخيراً رئيس النادي؛ وذلك قبل أن يكرر النجاح اللافت بالفوز بعضوية أول مجلس إدارة للاتحاد السعودي لكرة القدم منتخباً؛ حاملاً من ثَمّ مسؤولية نائب رئيس لجنة ألعاب كرة القدم.
 
ابتسامته ومزاحه
للراحل ولدان و٣ بنات، الأكبر "سعود"، احتفل بتخرجه طبيباً في تخصص الباطنية قبل عام ونصف؛ بينما يدرس "فارس" في أول مستوى بالهندسة الميكانيكية، والبنات الـ٣ في المراحل (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية)، أبرز ملامح علاقته بهم -حسبما يروي ابنه الأكبر "سعود"- تلبية جميع رغباتهم، ومزاحه الذي اشتهر به مع الجميع، والابتسامة التي لا تفارق محياه.
 
رمضان وبر والديه
وعن برنامجه في رمضان الأعوام الماضية، يقول "سعود": إنه يحرص على عدم السفر خارج المحافظة إلا للضرورة وأداء العمرة؛ حيث يحب الإفطار على سفرة عائلته التي لا تخلو يوماً من والدته، مع بره الاستثنائي بوالديه، رحمهما الله.
 
حروف وأولوف
ويضيف: "كما أنه يحب مشاهدة المسلسلات والبرامج الرياضية وبرنامج حروف وأولوف".
 
عاشق الصحافة
ويحكي "سعود" عن عشق والده لمتابعة الصحف بشكل يومي كعادة لم ينقطع عنها، إضافة إلى الحرص على توصيل بناته.
 
ذكريات الطفولة
وبدموع منهمرة، روى صديق طفولته مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي ذكريات الراحل، قائلاً: "زاملتُ سياف منذ السنة الابتدائية الأولى حتى رحلة الاغتراب إلى جدة لإكمال الدراسة الجامعية، ولم يتغير اجتهاده وطلب العلو ونحته في الصخر، وسماته النادرة؛ كالوفاء والشهامة وقبوله الإساءة بالإحسان؛ باعتباره لا يحمل الحقد".
 
قبيلة في فرد
وبيّن: "أراه قبيلة في فرد وخسارتي لهامة مثله ما زالت تصعب عليّ"؛ مضيفاً: "إنه كان متفوقاً في دراسته؛ نظير تنظيمه لوقته، وحتى طريقة معيشته، كما أنه يميل للنواحي الرياضية والاجتماعية، ونجح في الانتخابات في الفوز بمنصبين هامين؛ كرئاسة المجلس البلدي، وعضوية الاتحاد السعودي؛ برغم أن الأخيرة أتت وهو في نادٍ مغمور يقبع في المناطق؛ فهو لا يعترف بالمستحيل".
 
مقلب الفجر
وسرد أبرز مواقفه الطريفة مع الراحل، قائلاً: "كان معتاداً على ضبط منبه الوقت على أذان الفجر في المرحلة الجامعية، وفي أحد الأيام غيّرته إلى 2:30؛ فصحا على المنبه كالعادة وارتدى ملابسه وخرج؛ لكنه لم يكتشف المقلب سوى خارج سكننا".
 
اللحظات الأخيرة
ويروي مدير المركز الإعلامي بنادي النخيل الإعلامي قباس الفهد، أحد مَن كانوا مع الراحل في سيارته أثناء الحادث الذي أودى بحياته، حديثَ آخِر اللحظات قبل الحادث، قائلاً: "إنه كان يتكلم عن مستقبل النادي في الألعاب الأخرى، وكذلك كان يُجري اتصالات بعدد من أعضاء الاتحاد السعودي لمناقشة أمور الاتحاد".
 
مزايا الفقيد
وعدّد مزايا الفقيد بالقول: "محب للآخرين، يسعى في خدمة الناس، يساهم في التطوير والتنمية، وعالَجَ قضايا كثيرة من خلال ترأسه للمجلس البلدي في بيشة، لا يحب الكلام عن الآخرين أثناء غيابهم، يدعم مادياً ومعنوياً فِرَق الحواري في بيشة أثناء مشاركتهم في الدورات الرمضانية، وينظر للمستقبل بفكر عميق".
 
أعتبره مدرسة
وأضاف: "كان أنموذجاً في الخبرة والعزيمة، أعتبره مدرسة استفدت منها الكثير"، وعاد بالذاكرة لبداياته بالقول: "منذ بداياته كان يطمح لأن يقدّم عملاً يخدم وطنه بشكل عام ومحافظته بشكل خاص، كان داعماً للأنشطة الاجتماعية في بيشة والأعمال الخيرية، وكان يمتلك صفات القائد المتمكن وعلاقات جيدة مع جميع شرائح المجتمع".
 
المكافأة جاهزة
وحول ذكريات النادي، يقول: "كان يذهب للنادي بعد صلاة الفجر، ويتابع لحظات إعادة تأهيل المقر، كان حريصاً على مشاركة جميع أفراد المجتمع في النادي، ويستقبل أفكارهم، ويرحّب بها، ويقوم بمهام الرئيس في النادي والأمين العام والمركز الإعلامي وأمين الصندوق، ويشرف على جميع الأعمال بكل دقة لتخرج بالشكل الصحيح، ويمتاز بإيجاد الحلول في فترة وجيزة، ومتابعة أحوال واحتياجات بعض اللاعبين في أماكن سكنهم؛ فضلاً عن سرعة تسليم مكافآت الفوز فور نهاية كل مباراة؛ حتى لو كانت المباراة خارج المحافظة؛ إذ كان يذهب بالمكافآت معه مجهّزة في أظرُف، وحتى أثناء تعادل الفريق في مباراة مهمة كان يقدم مكافأة فوز للاعبين".
 
لا شيء يخفيه
ويشير صديق الراحل في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عضو الاتحاد نائب رئيس لجنة الحكام سعد بن حامد الأحمري، إلى أن "المعاوي" كان يمتاز في عمله في الاتحاد، بالصراحة وطرح وجهات نظره بكامل الوضوح؛ مؤكداً أنه كان لا يوجد لديه ما يخفيه؛ ناهيك عن امتيازه بالاهتمام بمن حوله والكرم، كان "رفيق سفر".
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org