أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، اليوم الخميس، الانتهاء من معسكرٍ تدريبيّ لـ 45 رائدة أعمال ممّن أسسن أعمالهنّ في المملكة، كجزء من برنامج "تمكين المرأة السعودية من خلال ريادة الأعمال".
وقد تم تطوير البرنامج السعودي الذي يعدّ الأول من نوعه، بالشراكة مع مختبر جامعة تكساس-أوستن للابتكار العالمي (جيل-GIL)، الذي يمثل إحدى وحدات تكساس غلوبال، ومع القنصلية الأمريكية العامة في جدة.
يهدف البرنامج إلى بناء قدرات رائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية، ضمن منظومة ريادة الأعمال، مع توسيع سبل الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية.
وتمثّل ريادة أعمال السيدات، ضرورةً حيوية لتطوير الصناعات المتقدمة دعمًا لإنشاء وتنمية المشروعات الجديدة.
فمن خلال دعم هذه الشريحة المهمّة، تأمل "كاوست" في تحفيز عامليّ النمو والتنويع في الاقتصاد من جهة، مع تشجيع طموحات المشاركات من جهة أخرى، وهما ركيزتان حيويتان من ركائز رؤية 2030.
وتطور النساء اللائي تم اختيارهن للمشاركة في البرنامج، تقنيات ومنتجات مبتكرة ذات إمكانات تصدير ونمو عالمية تساعد في إيجاد الحلول للتحديات المجتمعية والاقتصادية السعودية الملحة، مع التركيز على قضايا غرب المملكة العربية السعودية.
وقال رئيس مركز جامعة الملك عبدالله لريادة الأعمال هتّان أحمد: "إننا في "كاوست" ملتزمون بدعم التقدم الذي تحققه رائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية. وتملؤنا الحماسة لرؤية ثمار هذه الشراكة، وتلمّس التأثير الحقيقي الذي ستحدثه المشارِكات في المملكة وخارجها، عبر تطوير مهاراتهن، وبفضل انضمامهنّ إلى هذه الشبكة الدولية لريادة الأعمال".
بدأ هذا البرنامج الهجين فعّالياته عبر الإنترنت، من خلال سلسلة جاهزيّة الابتكار Innovation Readiness®️ التي أطلقها مختبر الابتكار العالمي (جيل) عبر الإنترنت في مارس 2022.
ثمّ واصل فعالياته في مخيم جيل و"كاوست" التدريبيّ المكثف، في الفترة من 29 مايو إلى 2 يونيو 2022؛ حيث انغمست المشارِكات تمامًا في عالم العلامات التجارية، وسرد القصص، وجمع التمويل، والقيادة، وعرض المشروعات ضمن جلسات فردية مع مرشدين "كاوست".
وتُوّج المخيّم التدريبيّ بتقديم المشارِكات عرضًا نهائيًا لمشروعاتهنّ أمام لجنة من حكام جيل و"كاوست"، الذين اختاروا المرشَّحات المؤهلات لحضور التدريب النهائي الذي سينظم في الولايات المتحدة، بحرم جامعة أوستن، في يوليو 2022.
وستنضم المتأهلات للتصفيات النهائية إلى شبكة جامعة تكساس-أوستن العالمية الواسعة، وإلى منظومة ريادة الأعمال الحيوية التي تتميز بها المدينة؛ إذ أنّ الاستفادة من الشبكات العالمية بهذه الطريقة سيوفر للمشارِكات فرصاً جديدة أرحب، ويوسع من أثرهنّ وتأثيرهنّ عالميًا.
وتتشاطر جامعة تكساس-أوستن و"كاوست" الأهداف والغايات الرامية إلى تعزيز ريادة الأعمال من خلال البرامج التي تشجع مهاراتٍ مثل حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي.
ويأتي هذا البرنامج ليعزّز هذه المهمة، فيما تقدم القنصلية الأمريكية في المملكة العربية السعودية دعمها الكامل له.
فمن خلال تمكين المرأة السعودية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التي تركز على التكنولوجيا، مثل "كاوست" ونظيراتها من الجامعات الأمريكية، تأمل القنصلية في تكوين تحالفات مثمرة لمعالجة القضايا العالمية الملحّة.
وفي هذا الصدد، قالت النائب الأول للشراكة العالمية المسؤول الدولي الأول في جامعة تكساس-أوستن الدكتورة سونيا فيجنباوم: "تفخر تكساس غلوبال بشراكتها مع كاوست والقنصلية العامة للولايات المتحدة في جدة من أجل تقديم برنامج يعزز ريادة الأعمال النسائية".
وأضافت: "المنهج الدراسيّ الذي يقدّمه مختبر الابتكار العالمي يعلّم الاستراتيجيات التي تضمن استدامة طويلة الأمد لمساعي المشارِكات، كما يحفز ريادة الأعمال بوصفها وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي وبالتالي زيادة الأمن المالي والازدهار لمواطني المملكة العربية السعودية".
وتابعت: "عند الانتهاء من البرنامج، ستكتسب المشارِكات المعرفة اللازمة لبدء مشروع ريادي ناجح وبناء القدرات لضمان الاستدامة على الأمد الطويل".
ويؤدي ذلك إلى تأثير مضاعف إيجابي في عموم أجواء الإبداع في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تعزيز الروابط العالمية من خلال ريادة أعمال ذات خصائص طليعيّة مبتكرة ومتطورة.
من جهته، قال مسؤول الشؤون العامة في القنصلية الأمريكية العامة في جدة ديل لوتون: "تتمتع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من التبادل الاقتصادي والتعليمي والثقافي الذي يفيد كلا البلدين. وتعمل القنصلية الأمريكية العامة في جدة على الحفاظ على هذه العلاقة من خلال الشراكة مع البرامج والمبادرات التي تعزز التحول الاقتصادي الإيجابي الذي تبنّته رؤية 2030. ويشكل مئات السعوديين والأمريكيين الذين شاركوا في برامجنا جزءًا مهمًا من العلاقات التي تربط بلدينا معًا".
وأضاف "لوتون": أن "كاوست" من خلال ما تقدّمه من دعم لرائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية، تؤكّد مرةً أخرى على التزامها الراسخ بالتوسيع المستمر لمنظومة ريادة أعمال حيوية داخل المملكة.
وتعمل الجامعة، من خلال رعاية الأفكار الجديدة واحتضان قادة المستقبل، إلى تحفيز النمو الاقتصادي، واستحداث وظائف ذات جودة أفضل، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز الأمن والازدهار الاقتصادي العالميّين.