تحوَّلت العيون "الحارة" في محافظة العارضة، وهي التي يعتبرها البعض عيونًا استشفائية لعلاج بعض الأمراض الجلدية، إلى منطقة موبوءة ذات رائحة سيئة، ويلف الدمار المباني التي كانت تستثمر حول هذه العيون.. وقد اتهم الأهالي الجهات الحكومية المختصة بأنها رفعت يدها عنها تمامًا من ناحية التطوير والاهتمام، أو حتى النظام والترتيب والنظافة.. كما أن المحافظة تشكو الطريق المتعثر والكسارات والمرمى والمستشفى المتعثر، وكذلك المركز الحضاري.
وفي جولة ميدانية لـ"سبق" كشفت حجم الإهمال الذي تعرض له موقع يستهدفه عشرات الزوار يوميًّا؛ إذ إنه يطل على وادٍ جميل، يتميز بالأشجار الكثيفة، وارتفاع مكانه، وقربه من بحيرة سد وادي جازان؛ إذ غاب الاستثمار عن الموقع والتنظيف والاهتمام بالعيون الحارة، وبدأت تنبعث من حوله روائح نتنة.
وكان مشروع متكامل وقائم حول العيون الحارة قد اندثر وتهالك، وهو مشروع نزل، وحمامات، إلا أنه تلاشى بفعل الإهمال منذ سنين طويلة، فيما يطالب عشرات الأهالي بالعارضة الجهات المسؤولة بسرعة الالتفات لموقع كهذا، واستثماره، وتطويره، وتنظيف فتحات العيون التي تغيَّر لونها، وبات البعوض والذباب منتشرًا حول المنطقة.
وقبل أن تصل العدسة للعين الحارة فوجئت بآثار سوداء كبيرة على الطريق، قبل أن يكشف المارة أن هذه من آثار مأساة حوادث المرور التي تحترق بها السيارات، وأن ذلك بسبب تعثر وزارة النقل في إنجازه منذ أكثر من عشر سنوات؛ ليعيش الأهالي هلعين يوميًّا على أسرهم وأبنائهم من الطريق المتعثر.
ونالت الكسارات نصيبها أيضًا من محافظة العارضة؛ إذ تتجمع في منطقة نهاية الطريق، وتتسبب في زحام وعرقلة وحوادث مرورية بشكل مستمر، وهو الأمر الذي عانته قرى الكدمي في صبيا، وما زالت تعاني؛ إذ يشير سكان المنطقة إلى أن انتشار الكسارات بات ملحوظًا في المنطقة، وزادت معه ملاحظات ارتفاع الحوادث، وكذلك الزحام وعرقلة السير، كما أنه تُرصد ملاحظات عدم تغطية الحمولات وفقًا لما يرويه متضررون.
وبعد منعطف الكسارات بنحو أمتار معدودة بعد الجسر على طريق محافظة العارضة يتشكل منحدر خطير، ولا توجد به حواجز، ويشير أهالي العارضة إلى وقوع حادث مروري في الموقع، وكانت نتيجته سقوط مركبة من المرتفع إلى الأسفل لعدم وجود حواجز خرسانية.
ورصدت "سبق" بقاء أجزاء من مشروع الصرف الصحي على الطريق؛ إذ تتأخر خدمات المياه في نقله لاستكمال مشروع الطريق المتعثر، فيما انتهت من أجزاء أخرى كل التعثرات ولم يتم إنجازها من مقاول الطريق.
ويرصد سكان محافظة العارضة عشرات الحوادث المرورية أسبوعيًّا على ذلك الطريق الضيق المتعثر، موجهين اتهامهم لوزارة النقل بالتسبب في حوادث مرورية مميتة بسبب التعثر. فيما رد على ذلك الاتهام مدير فرع وزارة النقل في تصريح إلى "سبق".
وعلى ذلك الطريق، وقبل منعطف الكسارات، وضع مرمى النفايات بالعارضة الذي أصبح مرتع الحيوانات الضالة، ومدخنة تكتم أنفاس آلاف السكان بسبب الحرائق المتكررة في المرمى، وسط مناشدات لنقله، وتفعيل التدوير، والاستفادة من النفايات بدلاً من حرقها.
وأكد سكان المحافظة أنه عُمل في المستشفى المتعثر بتركيب تمديدات التكييف، بعدما أُعلن المقاول الجديد منذ ما يزيد على عام تقريبًا، وسط مطالبات بتسريع العمل لإنجاز المشروع. فيما طالب السكان بسرعة استكمال مبنى المركز الحضاري وإنجازه بعد توقف ملحوظ؛ وذلك للاستفادة منه من قبل سكان المحافظة.
ويشكو سكان محافظة العارضة ضعف شبكة الإنترنت لكل الشركات في جوانب من المحافظة، في الوقت الذي يواصل فيه السكان شكاواهم ضد الشركات لدى الجهات المعنية دونما جدوى؛ إذ تنقطع الشبكة في أحيان كثيرة.
ورصدت "سبق" عمل معدات بنهل الرمال من أسفل أحد جسور وادي جازان بالعارضة، وهو الكابوس السادس الذي رصدته "سبق" في جولتها وفقًا للأهالي؛ كونهم يخشون على أبنائهم من حوادث الغرق؛ كون مواقع نهل الرمال مملوءة بالمياه، وهو الذي يتهم فيه السكان الجهة المنفذة بالتسبب في مخالفات كبيرة، هي إنزال الجير بدلاً من رفعه لمسافة مرتفعة كسابقه؛ ما تسبب في فيضان الوادي على الجسر.
ومن جهته، برر لـ"سبق" مدير فرع وزارة النقل بمنطقة جازان، المهندس محمد الحازمي، الصبر الطويل جدًّا على المقاول كل هذه المدة التي تزيد على عشر سنوات بأن ذلك له عوامل عدة: ففي بداية المشروع كان المشروع يحتوي على العديد من عوائق الخدمات والممتلكات، وقد كانت سببًا كبيرًا في تأخُّر المشروع.