برغم مرور نحو 73 ساعة على إعلان هيئة التعليم والتدريب نتائج الرخصة المهنية للمعلمين الخميس الماضي؛ إلا أن فرحة المعلمين والمعلمات الذين اجتازوا الاختبار ما زالت في ذروتها؛ مؤكدين أن النجاح في اختبار الرخصة ليس صعبًا، إذا ما اهتم المعلم بنفسه، وحرص على تطوير ذاته بالشكل المطلوب.
وروى معلمون ومعلمات لـ"سبق" تجاربهم في اختبار الرخصة المهنية للمرة الأولى في حياتهم، وكيف استعدوا له، وصولًا إلى تحقيق التفوق فيه.. وخرج المعلمون بخلاصةٍ مفادها أن اختبار الرخصة مهم ومفيد للمعلم، وأن النجاح فيه في متناول الجميع، ونصحوا زملاءهم بالاستعداد له، والدخول فيه، وسيكون التوفيق حليفهم.
وقالت "الهيئة": إن نتائج الاختبار تُستخدم للحصول على الرخصة المهنية التعليمية لشاغلي الوظائف التعليمية، والانتقاء والمفاضلة للوظائف التعليمية من قِبَل الجهات المختصة أو المتقدمين على الوظائف التعليمية.
نسبة كبيرة
البداية كانت مع "وليد فهاد الجابري" معلم الرياضيات في مكة المكرمة، الذي قال: "هذا أول اختبار أخوضه في حياتي، وقد بدأت الاستعداد له قبل شهرين، والحمد لله، جاءت الأسئلة على عكس ما كنت أتوقع، سهلة؛ خاصة في تخصص الرياضيات الذي أجيده".
وأضاف: "الدورات التي التحقتُ بها للتدريب على الاختبار، خدمتني كثيرًا في تنظيم واختصار الوقت، والحمد لله على الاجتياز الذي توقعته بنسبة كبيرة".
ونصح "الجابري" زملاءه الذين لم يختبروا بعد، بالاستعداد للدخول في الاختبار المقبل، وقال: "الاختبار مهم جدًّا لتطوير مستوى المعلم، كما أنه مفيد لتعزيز الجانب التربوي والحياة عمومًا".
الثقة في النفس
ويشيد "محمد غزواني" معلم التربية الإسلامية في مدينة أبها بمستوى الاختبار ودقة التنظيم، وقال: "لأول مرة أخوض فيها هذا الاختبار، وقد استعددت له عن طريق دورات عدة، والحمد لله جاء سهلًا لكل الذين استعدوا له جيدًا".
وأضاف "غزواني": "بالطبع كانت هناك صعوبة نوعًا ما، لكنها لا تُذكر، ولا أخفيك أنني كنت واثقًا من نفسي؛ حيث أدركت أن بداية الفشل أن تخاف، ومن هنا نزعت كل خوف من قلبي، واستعددت بشكل جيد، وتوكلت على الله، وحصلت في التربوي 81 والتخصص 100%".
وأكمل: "لا أبالغ إذا قلت إنني وجدت الاختبار مفيدًا في تطوير مستواي كمعلم بشكل كبير، ومن هنا استوعبت المعايير المطلوبة، وعملتُ على نفسي بشكل جيد، وبعد الاجتياز وجدت الاختبار مفيدًا لي أثناء تقديم الحصة وفي التفكير الناقد والإبداع".
ودعا "غزواني" المعلمين إلى تنحية الرهبة والخوف من قلوبهم، والدخول في الاختبارات المقبلة، وقال: "الهدف من الرخصة تطوير المعلم؛ الأمر الذي يتطلب منه الاستعداد المبكر والجيد"؛ مضيفًا: "هناك مَن يستعد قبل الاختبار بأسبوع واحد، وينتظر الاجتياز والتفوق للحصول على الرخصة، وهذا أمر مستحيل".
وأردف: "عن نفسي، استعددت للاختبار مبكرًا، وخضت 650 ساعة تدريب في إدارة التعليم طوال 23 عامًا مضت، وكان التوفيق من نصيبي".
المرة الأولى
وقررت "منى شريدة العنزي" معلمة الرياضيات في محافظة الأحساء الاستعداد قبل الاختبار بـ7 أشهر، وقالت: "هذه المرة الأولى التي أدخل فيها هذا الاختبار، وخلال فترة الاستعداد، اطلعتُ على كتب ودورات، وخضت دورات كثيرة، وعندما اكتسبت الثقة الكافية، قررت الدخول في الاختبار، وكان التوفيق من نصيبي، ووجدت الأسئلة تتراوح بين السهولة والصعوبة، والحمد لله، حصلت على 98 في التربوي، و96 في التخصص".
وأضافت: "هناك بعض المعلمين يتخوفون من دخول الاختبار، ظنًّا منهم أن الأسئلة صعبة وتعجيزية، ولهؤلاء أقول إن من يستعد ويعمل على نفسه جيدًا، سوف يجد سهولة في تحقيق النجاح".
ونبّهت "منى" زملاءها، قائلة: "هناك -مع الأسف- من يعتقد أن اختبار الرخصة له علاقة بالعلاوة، وبعد خوض الاختبار، يعرف أن الهدف منه تطوير المعلم والارتقاء بإمكاناته الفنية"؛ متمنية أن تتجاوز مدة الرخصة 5 سنوات.
دورات تدريبية
وقضت "أثير عبدالرحمن آل محسن" معلمة الأحياء في مدينة الرياض، على شعور الخوف والرهبة قبل دخول الاختبار، وقالت: "هذا أول اختبار بالنسبة لي، وحتى أكون على قدر المسؤولية، قررتُ أن أشارك في دورات تدريبية عدة، استمرت 3 أشهر، هذه الدورات أهلتني لدخول الاختبار بكل ثقة".
وأضافت: "قبل الاختبار، عكفت على التدريب والقراءة، وكان لديّ هدف سعيت إليه، وهو كسر حاجز الخوف والرهبة الداخلي، وهذا ما سعيت إليه بكل جهد، وأدركت أن التخصص في الغالب يكون سهلًا، وتكمن المشكلة في طول الأسئلة، مقارنة بالزمن المحدد، ولكن التدريبات التي دخلتها قبل الاختبار ساعدتني على سرعة الحل، والحمد لله، حصلت في التربوي على 91، وفي التخصص 99".
ودعت "أثير" زملاءها المعلمين إلى الاطلاع الدائم على الجديد والحديث في المنهج. وقالت: "هناك معلمون بعيدون عن المنهج، ولا يطلعون على أي جديد، وهؤلاء لا يمكن لهم اجتياز الاختبار الذي من حسناته تعزيز جانب المعرفة ودفع المعلمين إلى الاطلاع".
وأضافت: "هناك عبارة مشهورة تقول إن التجارب السيئة تُروى والجيدة لا تروى، ونحن لا بد أن نروي تجاربنا الإيجابية، ولو عاد بي الزمن، لاختبرت مرة أخرى، لأنني عرفت كيفية التعامل مع هكذا اختبارات".