كيف استفاد البوسنيون من (التربية العائلية) و(مدارس الـ 300 عام) لمقاومة تذويب الهوية الإسلامية؟

"سبق" وقفت على المدارس التي تم إغلاقها 50 عامًا
كيف استفاد البوسنيون من (التربية العائلية) و(مدارس الـ 300 عام) لمقاومة تذويب الهوية الإسلامية؟

 تصوير: ظافر البكري:حارب الشيوعيون الإسلام في بلاد البلقان بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بإغلاق المدارس الإسلامية، وتدمير كل ما يتعلق بتعاليم (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)؛ بهدف إبعاد المسلمين عن هويتهم الحقيقية ومبادئهم وعقيدتهم الصحيحة؛ كون هذه المدارس كانت مصدرًا مهمًّا من مصادر التعليم الديني؛ إذ تم تدمير الكثير منها، وتحويل الباقي إلى متاجر لبيع الأثاث!

 

 ووفقًا لعدد من المصادر الإسلامية، فإن مسلمي البوسنة واجهوا التيار الشيوعي المعادي للإسلام بالتربية العائلية؛ إذ حوَّلوا منازلهم إلى منارات لتعليم الإسلام والعقيدة الصحيحة. وبالرغم من التأثيرات الخارجية القوية إلا أن التأثيرات التي جاءت من البيت والعائلة في حياة مسلمي البوسنة والهرسك نجحت في محافظتهم على دينهم وهويتهم.

 

 " سبق" تجولت في بعض المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك، التي تم تأسيسها قبل ما يقارب 310 سنوات، ثم ظلت طوال 50 عامًا في العهد الشيوعي مغلقة، وحوربت خلالها كل المبادئ والقيم والعقيدة الإسلامية، حتى عادت لتمارس دورها في نشر الثقافة الإسلامية والتخصصات العلمية الأخرى.

 

تعتبر مدرسة الغازي خسرف بك في العاصمة سراييفو أولمدرسة إسلامية تأسست في عام 1537، ثم المدرسة الإسلامية في موستار التي تأسست في عام 1570 م، ثم مدرسة بهرم بك في مدينة توزلا، ثم مدرسة التشي إبراهيم باشا التي تأسست في عام 1705 في مدينة ترافنيك، ومدرسة جمال الدين تشاوشفتش بمدينة تسازين التي أُنشئت في عام 1876 م.

 

يقول الشيخ فاضل بكتاش، وهو خريج الجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة ومعلِّم القرآن الكريم في مدرسة التشي إبراهيم باشا، لـ"سبق": إن المدارس الإسلامية الست في البوسنة ليست محصورة على تدريس العلوم الإسلامية فحسب، بل هي جامعة لكل المعارف العلمية الدولية؛ إذتُعتبر من أفضل المدارس.

 

  وأضاف: "تقتصر المدارس الإسلامية في البوسنة فيدراستها على المرحلة الثانوية فقط للجنسين بالنظام الداخلي، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات". مبينًا أن النظام الداخلي يشترط على الطلاب والطالبات السكن في المدرسة من خلال أماكن مجهزة لهم؛ إذ إن للطلاب قسمًا مستقلاً، وكذلك للطالبات قسم آخر.

 

 وأضاف: "الهدف من النظام الداخلي هو التأثير على الطلاب والطالبات علمًا وأدبًا، وكذلك حتى نجعل هذه المدارس بيئة صالحة لأبناء وبنات المسلمين؛ حتى لا يتأثروا بالبيئة الخارجية، وذلك من خلال هيئة تدريس عالية المهنية من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المؤدبين والمؤدبات".

 

  وقال: "يتخرج الطلاب والطالبات وهم يحملون عبئًا ثقيلاً لتعليم ونشر الدين الإسلامي بين أبناء المسلمين. وقد تخرج - ولله الحمد - طلاب هم الآن في أعلى المراتب؛ فمنهم من تخصص في الشريعة، وكذلك العلوم العلمية كالأطباء والمهندسين، وبالتخصصات كافة".

 

  وتابع: "إن الدراسة في المدارس الإسلامية صعبة جدًّا للغاية؛ لأنها تجمع كل المعارف؛ فنحن لا نريد أن يتخرج منها أئمة المساجد والخطباء فحسب، بل نريد أن يتخرج منها الطبيب الذي ينشر الإسلام في عيادته، وكذلك المهندس في موقعه، والأستاذ الجامعي بين طلابه.. ولله الحمد تحقق ذلك".

 

 وقال: "مدرسة التشي إبراهيم باشا كانت تعمل حتى الحرب العالمية الثانية، وبقدوم الشيوعيين منعوها عن العمل كبقية الأوقاف الأخرى. وقد جعلوا هذه المدرسة في البداية مستشفى، ثم حوَّلوها إلى متجر لبيع الأثاث! لأنهم كانوا يريدون المسلم جاهلاً؛ فمتى كان الإنسان المسلم ضالاً كان مناسبًا للبيئة الشيوعية.. ثم بفضل الله أثناء الحرب الأخيرة استطعنا في العام 1994م أن نعيدها والمدارس الأخرى لما بُنيت من أجله لتعليم العلوم الإسلامية والعلمية كافة، بعد أن توقفت 50 عامًا".

#سبق_في_البلقان برعاية "روكو" للأدوات المدرسية والمكتبية
#سبق_في_البلقان برعاية "روكو" للأدوات المدرسية والمكتبية

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org