لم يكتفِ لصوص الأراضي الذين اعتدوا على جزء كبير من مخطط منح طيبة "169 / ج/ س" المملوك لمواطنين بصكوك شرعية، بوضع العقوم الترابية، ومنع مقاول المخطط من أداء أعمال السفلتة، بل أصبحوا يبيعون الأراضي على مواطنين آخرين دون علمهم أنَّها مملوكة بصكوك شرعية لآخرين، دون أي مبالاة للجهات الرقابية الممثلة بإمارة منطقة مكة المكرمة، والتي وجهت بإزالة العقوم ومتابعة سير الأعمال، إضافة إلى بلدية طيبة التي لم تكن رادعة لهم، ما خلق ضررًا كبيرًا للمُلاك بعدم قدرتهم على بناء مساكنهم.
"سبق" التقت عددًا من مُلاك المخطط، ورصدت آراءهم.
بيع أملاكنا
قال عبدالله البقيلي: "لم يكتفِ لصوص الأراضي بالاعتداء على أملاكنا من خلال وضع العقوم الترابية وتعطيل أعمال المقاول في المخطط من سفلتة وإنارة وأرصفة، بل باعوا أراضينا إلى مواطنين آخرين دون علمهم أنَّها مملوكة بصكوك شرعية لنا، وذلك من خلال عرضها بأسعار مغرية".
وأضاف: "تم منحنا صكوكًا شرعية، وعند الشراء بالمخطط فوجئنا بوجود عددٍ من المعتدين يضعون العقوم الترابية والأغنام على أجزاء كبيرة من المخطط دون أي ملكية لهم هناك. ومساحة الاعتداء تشكل ربع مساحة المخطط الأصلية، وعند استلام المقاول للقيام بأعمال السفلتة تم منعه وإيقافه من قِبل المعتدين، وتهدديه بالإيذاء إن حاول العمل بهذا الجزء الذي اعتدوا عليه".
لصوص الأراضي
ذكر فهد الزهراني أحد الملاك الذي تم الاعتداء على أرضه، أنَّه اشترى بصك شرعي موقعًا بالمخطط، الذي يقع شمال جدة "حتى أستطيع بناء مسكن لي ولعائلتي المكونة من عشرة أشخاص، لكن تبدد ذلك بعد اعتداء عددٍ من المواطنين الذين منعوا المقاول، ووضعوا العقوم الترابية الكبيرة، دون مبالاة بأي جهة رقابية أو بالصكوك التي نملكها. وعند محاولة الحديث معهم رفضوا ذلك، وادَّعوا أن الأرض ملكهم دون أي إثبات يقر ذلك".
عدم تنفيذ توجيه الإمارة
أشار بدر الغامدي إلى أنَّه تم تقديم شكوى جماعية إلى إمارة منطقة مكة المكرمة، ووجَّه الأمير بإزالة العقوم منذ سبعة أشهر، ولكن لم تنفذ دون معرفة الأسباب، وأيضًا شكوى أخرى إلى رئيس بلدية طيبة الفرعية، تتضمن ما وقع عليهم من تعدٍ وضرر وتعطُّل لمصالحهم من قِبل المعتدين منذ أشهر.
أمانة جدة
قالت إدارة العلاقات العامة والإعلام ممثلة في محمد البقمي لـ"سبق": "تم التنسيق مع الجهات الأمنية للتعامل مع المعترضين على عمل المقاول وجارٍ العمل في مخطط المنح".
وكان قد صرح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي الغامدي في وقت سابق لـ"سبق" بأنه فيما يخص التعديات الواقعة بمخطط منح طيبة (169/ ج/ س) شمال جدة، وإيقاف مشاريع الخدمات بسبب التعدي، أؤكد لكم أن الإدارة المختصة المتمثلة ببلدية طيبة الفرعية قامت بالتنسيق مع مقاول الشركة المنفذة لمشروع السفلتة؛ لوجود تعديات بمخطط طيبة، تعيق تنفيذ مشروع سفلتة المخطط المذكور.
وتم الوقوف من قِبل لجنة مكونة من بلدية طيبة الفرعية وشرطة البلدية والمقاول يوم 16 / 4/ 1437هـ، وتمت إزالة العقوم الترابية بعدد (6)، طول كل واحد منها 25 مترًا، وحُرّرت 3 شوارع بالمخطط، وسُلمت الشوارع المحررة لمندوب مقاول الأمانة. وبناء على ذلك استمر المقاول في تنفيذ الأعمال الموكلة إليه حتى تم اعتراضه في يوم 26 / 7/ 1437هـ. بعد ذلك وقف مندوب من قِبل البلدية مع مندوب المقاول.
وتم إعداد محضر يثبت فيه الحالة؛ للرفع به للجهة المختصة في الأمانة؛ للتنسيق وطلب دعم الجهات الأمنية لإيقاف الاعتراضات المتكررة من قِبل المعترضين، والطلب من المواطن المعترض على سفلتة المخطط تقديم ما يثبت تضرره من المشروع المذكور خلال أسبوع من تاريخه. كما تم تعميد المقاول بأنه في حال عدم مراجعة المعترض وتقديمه ما يثبت تضرره فعليه استئناف أعماله في المخطط.
إزالة العقوم واستئناف العمل
وأكدت أمانة جدة - ممثلة ببلدية طيبة الفرعية- أنه تم إزالة العقوم واستئناف العمل، لكن ذلك يعد مخالفًا على أرض الواقع، إذ لا يزال الاعتداء قائمًا، ومقاول المشروع لا يزال متوقفًا بسبب المعتدين، دون وجود حلول جذرية لذلك الاعتداء، ما جعل المواطنين يضعون علامات التعجب حول أعمال بلدية طيبة الفرعية التي لم تستطع منع التعدي واستئناف أعمال السفلتة بالجزء المعتدى عليه بالمخطط.