ما هو رأي الشباب؟

ما هو رأي الشباب؟
تم النشر في

أكثر من نصف سكان الدول العربية هم تحت سن 25 عاماً، وكثير من القرارات التي تصدر في العديد من دول العالم العربي لا تأخذ في الحسبان رأي الشباب، ولا تحرص على مشاركتهم في القرار، ويلقي "استطلاع رأي الشباب العربي" السنوي الثامن والذي نشرت جزء منه مجلة "زمن العطاء" في عددها 11 ملخصاً عن هذا الاستطلاع؛ إذ تلقي الضوء على رؤية الحاضر والتطلعات نحو المستقبل، وقد قام بالاستطلاع شركة "بين شون بير لاند" مطلع العام الحالي وشملت عينة الدراسة 3,500 شاب وشابة في 16 دولة عربية أعمارهم تتراوح من 18 – 25 عاماً.

أكدت نتائج الاستطلاع أن المخاوف من الصعوبات الاقتصادية كانت القاسم المشترك للشباب في العالم العربي؛ إذ يقدر معدل البطالة بنسبة 11,2% وهو من أعلى المعدلات في العالم، ولذلك فقد أبدى 66% من الشباب العربي قلقهم من تراجع أسعار النفط مقارنة بنسبة 52% كانت قلقة العام الماضي، ويفيد أحد المختصين بأن التراجع الاقتصادي لدول المنطقة سيساهم في خفض الدعم الحكومي وزيادة الضريبة والحرص على تنويع مصادر الدخل، مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب لا يبحثون فقط عن الاستقرار الاقتصادي بل وكذلك المشاركة في وضع الرؤية المستقبلية والأهداف والخطط.

لقد ساهمت تداعيات ما يسمى بـ"الربيع العربي" خلال السنوات الماضية أيضاً في زيادة خيبة أمل أولئك الشباب، فقد أجاب 36% فقط من الشباب أن العالم العربي أصبح أفضل حالاً بعد تلك الأحداث بانخفاض بنسبة 72% عن نتائج 2012، كما أكد أكثر من نصف الشباب العربي أن الحفاظ على الاستقرار بالنسبة لهم أصبح أكثر أهمية من تعزيز الديموقراطية، متراجعين عن نتائج عام 2011 والتي كان 92% منهم يتمنون فيها العيش في دولة ديموقراطية، فالأمن والاستقرار اليوم أصبح بالنسبة لهم أولوية وأهم من الديموقراطية.

من النتائج المهمة التي أظهرها الاستطلاع هو أن ثلثي الشباب العربي يريدون من قياداتهم أن تعمل على تعزيز الحريات الشخصية وحماية حقوق الإنسان لا سيما حقوق النساء، في حين رأى أكثر من 20% من الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع أن انتشار البطالة ساهم في تجنيد المنظمات الإرهابية للشباب، حيث اعتبر الشباب في 8 دول من أصل 16 دولة مشاركة في الاستطلاع أن للبطالة دوراً أقوى من التطرف الديني في دفع الشباب تجاه المنظمات الإرهابية.

نتائج مهمة نحصل عليها من مثل هذا الاستطلاع للشباب على مستوى العالم العربي، ويجب على الحكومات أن تأخذ في الاعتبار مثل هذه النتائج عند وضع الأنظمة والقوانين وإصدار القرارات، فتعمل على إتاحة الفرصة لتمثيل الشباب في المجالس واللجان وغيرها من أماكن صنع القرار، فصوت الشباب والشابات ورأيهم أمر مهم؛ فهم المستقبل وهم الأمل، فلا بد أن نعرف أفكارهم ونقدم لهم الفرصة للمشاركة في صنع القرار وتحديد أهدافهم المستقبلية والمشاركة في تحقيق آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org