"مانع اليامي" يعفو عن قاتل ابنه: "المقتول ولدي والقاتل ولدي وأنا متنازل عنه سواء القتل عمداً أو خطأ"
ضرب "مانع بن دهام آل راكه"، الذي عفا عن قاتل ابنه لوجه الله في منطقة نجران، أروع الأمثلة في الإنسانية والصفح والصبر الجميل، إذ طلب إطلاق سراح قاتل ولده، دون أن يعرف حتى تفاصيل الحادثة فور وصوله لمقر الشرطة ومشاهدته رهن التحقيق، متأملاً أن يكون ذلك طريقاً وسبيلاً لمن أراد نيل رضى الله والأجر والمثوبة في العفو والصفح.
وروى "آل راكه" كيف تبلّغ بخبر مقتل ولده في حديث لبرنامج "يا هلا" بقوله: "في إحدى الليالي أيقظوني من النوم لوجود مجموعة من رجال الأمن والشرطة عند باب المنزل، وعندما خرجت إليهم أخبروني بأن ابني مقتول، وقاتله هو ابن أخي، وعندما ذهبت برفقتهم إلى مقر الشرطة وجدت القاتل عند المحقق، وطلبت فوراً منهم إطلاق سراح قاتل ابني دون شرط، فالمقتول ولدي والقاتل ولدي، وأنا متنازل عنه سواء كان ما أقدم عليه من قتل عمداً أو خطأ".
وأضاف: "بعد يومين استلمت جثة ابني -رحمه الله- وتم دفنها، وبعدها تم إطلاق سراح القاتل"، مؤكداً انتهاء الإجراءات خلال أربعة أيام فقط من الحادثة.
وكشف تفاصيل حادثة قتل ولده (عمره 13 عاماً) على يد ابن أخيه (عمره 16 عاماً)، قائلاً: "ذهب الولدان من أجل لعبة الكرة، وفي أثناء ذلك وجد القاتل مسدساً لأحد أقربائهم، وأخذه يلهو به دون أن يعلم أن به رصاصة، وجاءت الطلقة في رأس ابني، وتوفي في الحال".
تجدر الإشارة إلى أن "ذيب بن مانع اليامي" الشهيد المبتعث الذي ضحى بحياته مع الشهيد المبتعث "جاسر بن دهام اليامي" لإنقاذ طفلتين أمريكيتين من الغرق في نهر شيكوبى في ولاية ماساشوتس الأمريكية، هو ابن "مانع اليامي" الذي يفقد اليوم ابنه الآخر على يد ابن أخيه، ويضرب المثل والإنسانية في سرعة العفو والصفح.