متى تُصرف الرواتب؟

متى تُصرف الرواتب؟
تم النشر في

الراتب الشهري هو أحد الأسس التي تقوم عليها الحياة ومصالح كثير من الناس، وهو الوسيلة الأساسية لمعظم أفراد المجتمع لإنجاز أعمالهم، وقضاء حوائجهم؛ فبدون الراتب الشهري لا يتوافر المأكل أو المشرب أو المسكن، ولا يمكن أن يتنقل الإنسان من مكان لآخر؛ فتتعطل المصالح، ويتأذى الأفراد، وتُصاب حياة الكثيرين بالشلل التام. وقرار صرف الرواتب بالأبراج الهجرية الشمسية، الذي صدر خلال العام الماضي بهدف رفع كفاءة الإنفاق، وخفض نسبة الرواتب والأجور في حدود 5 % بحلول عام 2020م، كان من القرارات المهمة التي أثرت في المجتمع بشكل كبير؛ ما جعل كثيرًا من الأفراد يلجؤون لحفظ الأشهر الشمسية ترقبًا لنزول الراتب، كما اضطرهم إلى تغيير عاداتهم وسلوكياتهم؛ لتتوافق مع المواعيد الجديدة لصرف الرواتب، التي لم تعد متوافقة مع التاريخ الهجري أو التاريخ الميلادي.
القرارات المالية التي تمس دخل الفرد عادة ما يكون التفاعل معها كبيرًا. وبالرغم من أن القرار قد مضى عليه قرابة 9 أشهر، وقد بدأ البعض في التعود على آثاره، إلا أن طول الفترة بين راتب شهر رمضان وشهر شوال، التي امتدت إلى قرابة 40 يومًا، قد ألقى بظلاله على المجتمع، الذي لم يعتد أن يبقى طوال هذه الفترة بدون أن يصرف له الراتب؛ فأصبح المواطنون ينتظرون بفارغ الصبر موعد صرف راتب شهر شوال، الذي يعد الشهر الأطول على الإطلاق، والأصعب على مستوى العام، وخصوصًا أنه يأتي بعد إجازة عيد الفطر المبارك، التي استمرت 23 يومًا؛ ما جعل الناس يترقبون موعد صرف راتب (برج الأسد) بفارغ الصبر، الذي من المتوقع له أن يودع وفق الجدول الصادر من مؤسسة النقد لرواتب سنة 1438هـ في تاريخ 4/ ذي القعدة 1438هـ أو (27 يوليو 2017م).
بالرغم من الأهداف المهمة لكفاءة الإنفاق الحكومي إلا أن الأوامر الملكية الكريمة عادة ما تضع نصب أعينها راحة المواطن، ومراعاة ظروفه الشخصية، والسعي نحو توفير حياة كريمة له ولأسرته.. وهذا ما أكدته العديد من الأوامر الملكية التي صدرت، وساهمت في إعادة النظر في بعض القرارات السابقة، وفي مقدمتها إعادة الحوافز والمميزات والبدلات المالية لموظفي الدولة. ولعل قرار صرف الرواتب بالأبراج الهجرية الشمسية يكون من القرارات التي يمكن أن يتم إعادة تقييمها ودراسة نتائجها على مدار الأشهر التسعة الماضية، وبحث جدوى استمرارها مقارنة بالنتائج التي أسفرت عن تطبيقها، وخصوصًا أن معاناة الناس من هذا القرار كانت واضحة وجلية خلال هذا الشهر؛ إذ أصبح البعض لا يعد الأيام بل يعد الساعات؛ ليتمكن من استلام راتبه، وسداد ما عليه من مستحقات، وأصبح السؤال الأهم بين معظم أفراد المجتمع هو: متى تُصرف الرواتب؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org