تتميزُ محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية - الواقعة في شمال شرق المملكة ضمن النطاقات الإدارية لعدة مناطق هي: الجوف, والقصيم, وحائل, والحدود الشمالية, والمنطقة الشرقية - بتنوع تضاريسها, حيث تحوي العديد من الأودية والشعاب والسهول, إضافة إلى تداخل هذه البيئات مع النفود والكثبان الرملية، ومناطق الحرات البازلتية؛ التي تشكل تنوعاً تضاريسيّاً مميزاً؛ يحوي أنواعاً عدة من النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة والمهاجرة.
وتُعدُّ المحمية أحد أهم مسارات هجرة الطيور للعديد من الأنواع؛ كالصقر الحرِّ، والشاهين، والحبارى، والزقزاق، والعويسق، إذْ تكون الهجرة على مرحلتين، الأولى: ربيعية، والأخرى: خريفية، تقطع فيها الطيور المهاجرة سنوياً آلاف الكيلو مترات بحثاً عن الغذاء والأماكن الأكثر أمناً لأعشاشها.
ويمرُّ في شمال المملكة أحد أهم مسارات الهجرة، بأكثر من 300 نوع من الطيور في أوقات ومواسم مختلفة، تستقر بعضها للراحة والتزود بالغذاء، وكذلك من أجل قضاء موسم التزاوج والتكاثر.
يذكر أن العالم احتفى أمس باليوم العالمي للطيور المهاجرة 14 مايو، الذي ركَّزَ هذا العام على تأثير التلوث الضوئي على هجرة الطيور، حيث تزداد الأضواء الصناعية بنسبة 2% سنوياً؛ الأمر الذي يزيد من ارتباك الطيور وفقدان مساراتها واصطدامها بالمباني والأبراج في أثناء تحليقها الليلي، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تجعل مساراتها أكثر أمناً.
ونظراً لأهمية هذه الكائنات؛ فإن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وضع قوانين صارمة لحمايتها من الصيد الجائر، كما يعمل على حمايتها من التعرُّضِ للصَّعقِ الكهربائي، وغير ذلك من الأخطار.