اقترح المختص التربوي عماد الشريف من وزارة التعليم، تحويل الدراسة الحضورية إلى التعليم عن بُعد في شهر رمضان، معللاً ذلك بأن الأمر لا يتطلب أي استعداد أو حتى تكلفة مادياً أو معنوياً نظراً لخصوصية شهر رمضان التي يتفرد بها عن بقية شهور السنة، وبسبب قلة مستوى التركيز الذهني العقلي للإنسان، لما يشعر به الصائم من تعب وإرهاق نتيجة الإمساك عن الطعام والشراب إضافة لارتفاع درجات الحرارة.
وقال المختص التربوي عماد الشريف: " الأحد القادم ينطلق الفصل الدراسي الثالث لأول مرة في نظامنا التعليمي السعودي خلال العام الدراسي الواحد، وسوف يكون جزءاً منه في شهر رمضان المبارك بواقع ١٧ يوماً، وعند الحديث عن استمرار الدراسة حضورياً في هذا الشهر الفضيل، قد يتفق معي الكثير حول خصوصيته التي يتفرد بها عن بقية شهور السنة، ففيه عبادة الصيام التي تشرع على كل مسلم، وهذه العبادة مما لا شك فيه تؤثر على طاقة الجسم، بل حتى على مستوى التركيز الذهني العقلي للإنسان، لما سيشعر به الصائم من تعب وإرهاق نتيجة الإمساك عن الطعام والشراب".
وأشار "الشريف": " لو نظرنا إلى أمر آخر سيصادف وقوعه في هذا الشهر ولا يقل تأثيراً عن أمر الصيام، حيث يتمثل ذلك في طبيعة الأجواء المناخية بشكل عام في أرجاء بلادنا الغالية، وستبدأ درجات الحرارة بالارتفاع التدريجي مما سيزيد الإرهاق على الجسد البشري، ولكم أن تتخيلوا خروج الطلبة أو المعلمات واللاتي هن في الأساس ربات بيوت إلى المدارس، ومع المدن المزدحمة ستكتمل المعاناة إلى جانب الصيام والأجواء التي تميل إلى الحرارة، لتكون عودتهم مع قرابة العصر الذي يسبق موعد الإفطار".
وأكد "الشريف": "حديثي هذا لا أدعو فيه إلى تعطيل الدراسة من إيقاف أو تأجيل، بل هناك حل ممكن وسيؤدي إلى نتائج متقاربة إن لم تكن نفسها للدراسة فيما لو كانت حضورياً كما هي مقررة حالياً".
وأضاف أن هذا الحل، وهو تحويل الدراسة الحضورية إلى التعليم عن بُعد في شهر رمضان، جاهز للتنفيذ ولا يتطلب أي استعداد أو حتى تكلفة متوقعة مادياً أو معنوياً.
ولفت بأن وزارة التعليم تؤكد على الدوام نجاح التعليم عن بُعد في أزمة كورونا، كما سخرت كل جهودها وطاقاتها في إخراج منصة مدرستي إلى النور، لتكون البديل الأمثل للدراسة الحضورية أثناء تعليق الدراسة لأي ظرف متوقع قد يعيق الوصول إلى المدارس، ولعل في شهر رمضان فرصة للاستفادة من هذه المنصة في تخفيف بعض من المعاناة على الأسر والأهالي، إلى جانب تحقيق أهداف استمرار العملية التعليمية دون توقف أو انقطاع.