مختص: لا حاجة للهلع من "جدري القرود".. وعليكم أخذ الإرشادات الصحية من "الصحة" و"وقاية"

قال: هذه أسباب استمرار ظهور حالات تفشي الأوبئة الجديدة من حين لآخر
استشاري مكافحة العدوى محمد حلواني
استشاري مكافحة العدوى محمد حلواني

قال استشاري مكافحة العدوى، الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، إن ظهور حالات لأمراض معدية مختلفة من حين لآخر سوف يستمر.

وأوضح أن أهم أسباب ذلك تتمثل في: وجود بعض الأمراض المعدية المستوطنة في بعض الدول الفقيرة، والتي يمكن أن تظهر عند انتقالها إلى بعض الزائرين إلى تلك البلدان، ومع سهولة السفر بين البلدان وسهولة التنقل أصبح من السهل جداً التقاط العدوى لأي مرض من بلد معين ثم نشرها في بلد الشخص الذي قدم منها عند عودته، مستشهداً بما حصل مع "سارس" في بداية الألفية و"كوفيد" قبل عامين.

وأبان "حلواني" أن السبب الآخر يتمثل في وجود مجموعات كثيرة من الناس في العالم ترفض التطعيمات المختلفة لأسباب خاصة، وهؤلاء مع الأسف من أسباب زيادة حالات التفشي، مثل الحصبة مؤخراً في أوروبا، وكذلك ضعف الثقافة الصحية لدى البعض أو تعمد رفض الانصياع إلى التوجيهات التي تصدر من الجهات الرسمية حيال طرق الوقاية والعلاج.

وعما يواجهه العالم الآن من مرض معدٍ جديد، وهو جدري القرود، وهل يعني ذلك أن العالم أمام جائحة جديدة، قال "حلواني": إن المرض ليس بجديد، وقد سجل قبل ذلك في عام 2003 في أمريكا في مجموعة من الرحالة، وتبيّن بعد ذلك أنهم خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة لصيقة، كما أن الحالات المسجلة الحالية وبطء الانتقال لا يصل إلى الجائحة، وإن ما نراه هو حالات تفش محدودة بأرقام معروفة، وبين بلدان محددة، لأسباب واضحة.

وأشار بأن الجائحة عادة تكون بوتيرة أسرع وبأعداد كبيرة قد لا يمكن معرفتها في وقتها من كثرتها، وتنشر بين البلدان بأشكال مختلفة وبسرعة كبيرة، كما أن هذا الفيروس معروف ويوجد له علاج، وكذلك أجسام مضادة جاهزة ممكن استخدامها عند الحاجة، كما أن السلالة المنتشرة حالياً هي سلالة غرب إفريقيا، وهي أقل ضراوة وأقل سبباً لحدوث الوفاة، كما أن الفيروس يوجد في حيوانات مختلفة مثل السناجب الجبلية، وسناجب الأشجار، وبعض الفئران؛ لذا فالابتعاد عن الحيوانات البرية أمر مطلوب جداً.

وبين "حلواني" أن تفشي الأمراض المعدية حوادث تتكرر مع الزمن، والتاريخ يشهد بذلك منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حيث كان هناك تفش للطاعون، وفي العصر الحديث وبالتحديد في عام 1918م، قتلت الإنفلونزا ما يقارب الثمانين مليوناً في بلدان مختلفة، تلاه حاله تفش أخرى في العام 1957م، ثم العام 1968م، وفي عام 1969م، ومات ما يقارب 19000 شخص في عدة بلدان إفريقية بالحمى الشوكية البكتيرية، وكذلك بكتيريا الكوليرا كانت مسؤولة عن حالات تفش في بلدان آسيوية كالهند واندونيسيا، وتوفي العديد خاصة الأطفال، والحمى الصفراء قتلت 30 ألف شخص في إثيوبيا من أصل مائة ألف مصاب بين العام 1960م و1962م، وهذه مجرد أمثلة فقط، وحالات التفشي لمرض معدٍ لازالت تحصل في بلدان مختلفة ولن يتوقف، وقال: "سنواجه أمراضاً معدية من حين لآخر، بعضها قد يصل بنا إلى الجائحة".

وقال "حلواني" إن فيروس الجدري المائي والمعروف محلياً بـ"العنقز"، ليس له علاقة بفيروس جدري القرود، فلكل منهما عائلة مختلفة، والتشابه فقط بسيط حيث إن كليهما يسبب طفحاً جلدياً، غير أن الجدري المائي يكون الطفح على الظهر، ويحدث سريعاً، بينما يبدأ انتشار طفح جدري القرود على الوجه والكفين، ويكون أبطأ.

وأضاف: "أما من ناحية إن كان تطعيم الجدري المائي يحمي من فيروس جدري القرود أو إن كان الشخص الذي أصيب قبل ذلك بالجدري المائي قد يكون محمياً من جدري القرود فهذا غير صحيح، فالأشخاص الذين لديهم حماية من فيروس جدري القرود هم الناس الذين أخذوا تطعيم الجدري قديماً قبل حوالي 40 سنة عندما كان ذاك التطعيم يُعطى حول العالم، بما في ذلك داخل المملكة، وهو تطعيم يُعطى في الذراع بشكل تشريط، وكان يعرف محليا باسم (تينا)".

وقال "حلواني": "ليس هناك حاجة إلى الهلع في الوضع الحالي، فكل ما هو مطلوب منا كمجتمع هو أخذ الإرشادات الصحية من قبل وزارة الصحة ومركز وقاية، وعدم الانصياع إلى الرسائل مجهولة المصدر، ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي هدفها الرعب والتخويف وتضليل المجتمع وإثارة البلبلة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org