مرحباً بالضريبة.. أطباء يحذّرون: المشروبات الغازية تُسبب تليّف الكبد

قالوا: فرض رسوم مرتفعة عليها يساهم في الحد منها.. فعلتها بلدان غربية
مرحباً بالضريبة.. أطباء يحذّرون: المشروبات الغازية تُسبب تليّف الكبد
تم النشر في

 تَحَدّث مختصون في الطب، أن ضريبة القيمة الانتقائية على بعض السلع؛ من شأنها الحد من تناول المشروبات الضارة بصحة الإنسان، كما أنها عامل مهم يساعد على التقليل من تناولها؛ فزيادة سعر العبوات -والأهم فرضُ رسوم أو ضرائب مرتفعة على تلك المنتجات مثل كثير من البلدان الغربية- يساهم في الحد من تناولها.

وبيّن المختصون أن هناك سياسات تعمل بموجبها الدول الغربية للحفاظ على صحة شبابها؛ في حين أن هناك دولاً منعت تداولها بشكل قطعي بسبب عواقبها الخطيرة التي تتمثل في: (تليف الكبد، وارتفاع ضغط الدم، وسكر الدم، وعدم انتظام دقات القلب وغيرها)؛ على الرغم من الحملات الترويجية التي تعمل عليها الشركات المنتجة للمشروبات الغازية، وغيرها من المشروبات الضارة بالصحة.

وقال الدكتور سليمان بن عمر الجلعود، رئيس قسم فسيولوجيا الجهد البدني، أستاذ وظائف أعضاء الجهد البدني، بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني، جامعة الملك سعود: إن المشروبات الغازية تحتوي على نِسَب كبيرة من السكر والتورين والكافيين، الذي يتم تركيزه في الدم وتناولها بكثرة يؤدي إلى التعود عليها.

وأضاف: "عند انقطاع تناول المشروب؛ فإن الجسم يفتقد الكافيين الموجود فيه فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه؛ فيؤدي ذلك إلى حالة من القلق، وتكون مشابهة لتأثير المخدرات، وهذا في حد ذاته نوع من الإدمان.

وأشار الدكتور "الجعلود" إلى أن التركيز العالي للسكريات في المشروبات الغازية وكذلك مشروبات الطاقة، لا يُعَد مصدراً صحياً لتزويد الجسم بالطاقة مثل: النشويات، والدهون، والبروتينات؛ بل تُنَبّه أو تُحَفّز جسم الإنسان من خلال تأثير هذه المركبات، ومن المعروف أن معظم مشروبات الطاقة يدخل ضمن مكوناتها تركيز عالٍ من السكر وماء مذاب فيه ثاني أكسيد الكربون.. وتحتوي على القليل من الفيتامينات والمعادن، وقد يضاف إليها أحماض ومركبات كيميائية مثل التورين والأنسيتول والكافيين والأفيدرا؛ مبيناً أن تلك المشروبات في غالبها مركبات مصنّعة ليست ذات فائدة غذائية أو صحية للإنسان، وتُعَد ضارة بالصحة؛ حيث إنها تعمل على توفير تركيز عالٍ وغير متوازن من الطاقة إلى مركبات تهيّج الجهاز العصبي؛ مثل: الكافيين، وتعطي شعور بالتنبيه المخادع لحقيقة عملها داخل الجسم من المغذيات.

من جهته، بيّن الدكتور فهد بن عبدالله المنصور، الاستشاري النفسي والمدير الطبي لمجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة تتسبب في حدوث خلل في تفاعلات الجسم ينتج عنها خلل في وظائف الأعضاء؛ خصوصاً بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يتأثرون بشكل كبير بمكوناتها؛ خصوصاً في حال استهلكوا أكثر من علبة يومياً.

وحول الأسباب التي تجعل الشباب يُقبلون على تناولها برغم التحذيرات التي تصدر بين وقت وآخر؛ قال الدكتور "المنصور": أن للشركات المنتجة خطط ممنهجة لإعلاناتها؛ كالتركيز على الدول الأقل وعياً بمضارها، أو تسويقها في أماكن تجمعات الشباب وبشكل مجاني؛ ناهيك عن توفرها في الأسواق وسهولة الحصول عليها.

وأضاف "المنصور": ما تلعبه إعلاناتها الترويجية من إبراز لمظاهر النشاط والقوة والتركيز على ما تمنحها تلك المشروبات الخارقة لمتناوليها، وتطعيمها بعبارات جذابة وسهلة التداول؛ خاصة في أوساط الشباب ولو من باب المزاح.. مثل "بيصير عندك جوانح.. كلك حركات..!".

والتجربة غالباً ما تكون الفخ الذي يقع فيه الشباب؛ فما إن يجدوا أن الطاقة بدأت تتدفق في عروقهم؛ حتى يقبلوا عليها كوسيلة أو بديل أو تعويض عما كان يُفترض بالجسم تلقيه بعد جرعة من الإنهاك؛ خاصة في جو مشحون بالقلق والتوتر والسهر بسبب الامتحانات مثلاً.. حتى إذا ما تَعَوّد الجسم وفَقَد المشروبُ قدرته الجبارة، نادى بتناول المزيد والمزيد عله يجد فيه ما فقده.

من جهتها، أوضحت الدكتورة وداد محمود برديسي، استشارية طب الأسرة وأستاذ البرنامج المشترك للدراسات العليا لطب الأسرة، أن كثرة تناول مشروبات الطاقة والمياه الغازية له عواقب وخيمة، وبوابة للإصابة بالعديد من الأمراض الفتاكة التي تؤدي إلى الوفاة، ومن أخطر تلك الأمراض تليّف الكبد.

وتَطَرّقت الدكتورة "برديسي"، إلى أهمية تقليل عادة شرب هذه المشروبات عند شبابنا وتوعيتهم بسلبياتها، وأن نحاول إقناعهم عبر ذكر بعض الأمراض الجسدية والنفسية الخطيرة التي قد تُسببها كثرة شرب هذه المشروبات، والتي أصبح يلاحظها المدمن في نفسه؛ مثل الأرق، وصعوبة النوم، وقلة التركيز، والقلق، والسلوكيات العدوانية، والصداع.. ويجب أن نطلعه على التحذيرات الصحية المكتوبة على العلبة، ونقنعه بأن هذه هي البداية فقط.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org