حددت الهيئة الطبية الشرعية بمكة المكرمة يوم الثلاثاء القادم الموافق 6 ذي القعدة 1437 عقد أول جلسة للاستماع في شكوى مريض يتهم مستشفى حكوميًا بمكة المكرمة بنقل دم ملوث له، وإصابته بالتهاب الكبد الوبائي نوع " C".
وكانت المحكمة الإدارية "ديوان المظالم" بمكة المكرمة أصدرت حكمًا شرعيًا يقضي بإلغاء قرار الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة والقاضي بحفظ شكوى المريض المرفوعة ضد أحد المستشفيات الحكومية، وألزمت المحكمة الإدارية صحة مكة بإحالة ملف المريض الطبي للهيئة الشرعية والتأكد من عدم نقل دم ملوث له أثناء تنويمه بقسم العناية المركز بالمستشفي المدعى عليه.
وحسب التفاصيل التي يرويها المريض لـ"سبق" "نحتفظ بمعلوماته" قال: تعرضت لحادث سير عام 1430 وعلى إثره تم إدخالي العناية المركزة بمستشفى "نحتفظ باسمه" ومكثت فيه منومًا 10 أيام وبعد خروجي من المستشفي بنحو ستة أشهر، بدأت علي عيوني علامات غريبة وظهر اصفرار لونها وبشكل واضح، عندها عملت تحليل فيروس التهاب الكبد الوبائي ( C ) عندها اكتشفت أني مصاب بالتهاب كبدي نوع " C " ولم أكن أعلم من أين انتقل إلي الفيروس؟.
وأضاف: تقدمت بشكوى ضد المستشفى الذي تنومت فيه حيث إنهم أخبروني بأنه لم يتم نقل دم لي وقد يكون بأني مصاب بفيروس B وتحول إلى فيروس C عندها لم اقتنع بكلامهم بحسب علم الفيروس فأخذت نسخة من التحاليل اليومية عندما كنت منومًا في العناية المركزة، فوجدت بأن معدل "الهيموجلوبين" كان 12.8 وفي اليوم التالي أصبح معدل "الهيموجلوبين" 15.1 وخلال 24 ساعة وهذا مستحيل جدًا في عالم الفيروسات.
وأكمل: عندها رفعت شكوى رسمية أخرى للشؤون الصحية بمكة المكرمة، وأخبروني بأنهم سوف يشكلون لجنة فكونت الشؤون الصحية لجنة وكانت هذه اللجنة مكونة من دكتور واحد فقط، وذلك للدراسة والتحقيق في الملف الطبي وتابع: وكان رد هذا الدكتور في تقريره بأن نسبة ارتفاع معدل "الهيموجلوبين" في الدم يعود إلى إعطائي السوائل في الدم، وأصدرت الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، قرارها بحفظ القضية لعدم وجود خطأ طبي بحسب قولهم.
وواصل: عندها لم أقتنع بكلامهم وبقرارهم لحفظ الشكوى، ولسبب أن المحاليل الطبية تنقص وتنزل نسبة الهيموجلوبين في الدم لاحتوائها على الصوديوم والبوتاسيوم ولا ترفع ولا تزيد من معدله، عندها رفعت شكوى لوزارة الصحة، حيث أكد لي مختصون أن نسبة "الهيموجلوبين" لا ترتفع بهذا المعدل خلال 24 ساعة إلا بنقل الدم فقط.
وأردف: وبعد ذلك رفعت قضية إلى المحكمة الإدارية "ديوان المظالم" أطالب فيها بإلغاء قرار صحة مكة لحفظ الشكوى، وإحالة الأوراق والملف الطبي للهيئة الصحية الشرعية للتأكد من كل ما تم عمله لي أثناء تنويمي بالمستشفى، ومعاقبة المتسبب وعلاجي من المرض.
وأصدرت المحكمة الإدارية "ديوان المظالم" حكمها الشرعي والقاضي بإلغاء القرار وإحالة كل الأوراق والملف الطبي للهيئة الطبية الشرعية، حيث حُدد يوم الثلاثاء القادم 6 ذي القعدة 1437 أول جلسة للقضية، وأكد المريض أنه عاني حالة نفسية وعزلة الناس والمجتمع لدرجة مراجعته العيادات النفسية بسبب هذا الخطأ الطبي وأصبح الجميع يتحاشى الاقتراب منه حسب وصفه.
"سبق" وجهت استفسارًا للمتحدث الرسمي لصحة مكة المكرمة حميد المالكي، ولأكثر من شهر لم تتلق الرد والتوضيح على الاستفسار.