مسؤول سابق في CIA: العلاقة مع السعودية مهمة لأمريكا.. وزيارة "بايدن" قادرة على إصلاحها

قال: المملكة ليست مسؤولة عن ارتفاع أسعار النفط.. وانتقادات تعامُلها مع ملف اليمن مُبالَغ فيها
نورمان رول
نورمان رول

توقَّع كبير موظفي العمليات السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الخبير في شؤون الشرق الأوسط، نورمان رول، أن تصلح جولة الرئيس جو بايدن الشرق أوسطية في شهر يوليو المقبل علاقات بلاده مع السعودية، معتبرًا ذلك أمرًا من المهم تحقيقه بالنسبة للولايات المتحدة.

جاء ذلك خلال استضافة "رول" في برنامج "فرانكلي سبيكينغ" الحواري الخاص بصحيفة عرب نيوز السعودية، الذي يجري مقابلات مع كبار صانعي السياسات وقادة الأعمال، مع مقدمة البرنامج كاتي جنسن. واعتبر أنه "ليس من الممكن أن يكون لهذه الزيارة أثر كبير على العلاقات طويلة الأمد بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والمنطقة من جهة أخرى فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى بناء علاقة من شأنها أن تساعد كلا البلدين على تحقيق أهدافهما طويلة الأجل".

وعلى الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار الوقود، وتسارع وتيرة التضخم في الولايات المتحدة، نفى البيت الأبيض تركيز زيارة بايدن على النفط، وهو ما يؤكده رول.

وأشار إلى أنه "لدى الولايات المتحدة والسعودية مسائل عدة مرتبطة بمجالات تتراوح من الطاقة الخضراء إلى الفضاء، ستشكل أجزاء مهمة من المحادثات التي ستقام في الرياض".

وأضاف بأن المسائل الأخرى المطروحة على الطاولة تشمل الممرات المائية التي تحيط بالسعودية، التي تعتبر حيوية لحسن عمل الاقتصاد الأمريكي، مثل البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي. كما تتضمن مباحثات حول مسائل الزراعة والأمن الغذائي على صعيد المنطقة وإفريقيا حيث يتزايد نفوذ السعودية، وكذلك مسألة مكافحة التطرف.

وقال "رول" إن "هذه المسائل لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة؛ لأنها -في اعتقادي- تبدو مملة مقارنة بمسألة أسعار النفط والغاز وبعض التحديات الأكثر بساطة".

ومع ذلك، يعتبر الكثيرون أن النفط هو المسألة الأبرز في وقت يتجهز فيه "بايدن" لزيارة بلد ينظر إليه بعض الأمريكيين على أنه محطة نفط عملاقة. كما يلمح البعض إلى أن السعودية، كونها العضو الأكبر في أوبك، تلام بشكل أو بآخر على الارتفاع الأخير في الأسعار، غير أن "رول" قال إنه لا يمكن لوم السعودية، معتبرًا أن "الرئيس بوتين يستحق قدرًا لا بأس به من اللوم"، مضيفًا: "لدى السعودية دور تؤديه، إلا أنني لن أبالغ في التشديد على ذلك".

وقال إن الكثير من العوامل الأخرى، بما في ذلك التوقف عن تسليم شحنات النفط والغاز والفحم الروسية إلى أوروبا، والنمو الاقتصادي السريع مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد-19، تلعب دورها في هذا السياق.

وأضاف شارحًا: "حصل فشل في الاستثمار الرأسمالي في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، كما لدينا نمو اقتصادي هائل نتيجة السياسات الاقتصادية التي اعتمدناها وخروجنا من جائحة كوفيد-19".

وأشار "رول" إلى أن أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في زيارة بايدن المقبلة هو أن "الأهداف الاقتصادية للحكومتين الأمريكية والسعودية متطابقة تقريبًا؛ فبغض النظر عن المسائل المرتبطة بالتجارة العالمية تعمل كل من الولايات المتحدة والسعودية على تحسين بنيتَيهما التحتية، ودعم نمو الطبقات الوسطى فيهما".

ويعتقد "رول" أنه لحماية إنجازات البلدين أهمية بالغة؛ إذ قال: "يرغب كلا الطرفين بتجنب أي نزاعات في المنطقة قد تؤدي إلى حروب تقليدية مدمرة، من شأنها أن تتسبب بخسارة في تلك المكاسب الاقتصادية والاجتماعية".

وشدد رول قائلاً: "نحن بحاجة إلى تعاون السعودية وشراكتها، كما نحتاج إلى إيجاد طرق تمكننا من دعم المبادرات التي تطلقها السعودية بهدف منع التطرف في أنحاء العالم الإسلامي كافة".

وعلى مستوى فردي أكثر اعتبر "رول" أن رئيس الولايات المتحدة وموظفيه "سيتمكنون من رؤية ماهية الحياة في السعودية شخصيًّا؛ وسيكون لذلك أثر قوي".

وأضاف قائلاً إنه "سيكون هناك بناء محتمل لعلاقات شخصية بين الرئيس وجميع الشخصيات الفاعلة التي سيلتقيها خلال هذه الزيارة، بما في ذلك ولي عهد السعودية".

واعتبر "رول" أن مثل هذه العلاقات الشخصية بين الزعماء قادرة على "إقامة قنوات وهياكل اتصال، ستمكنهم من استكمال هذه المحادثات والبناء عليها، وتحقيق الأهداف التي من المفترض أن تحددها الاجتماعات خلال الأشهر التي ستلي هذا الاجتماع".

ولفت "رول" إلى أنه يتوجب على السعودية بذل المزيد من الجهود لمواجهة الصور النمطية الخاطئة للمملكة. مضيفًا بأن دولاً شرق أوسطية أخرى، مثل إسرائيل وقطر، لديها محطات إخبارية تبث على مدار الساعة على التلفاز في أمريكا، ويمكن للجمهور الأمريكي مشاهدتها. متسائلاً: "لماذا لا يكون للسعودية مثلها؟".

وأشار إلى أنه يمكن لمحطة تلفزيونية سعودية، تبث على مدار الساعة، أن "تعرض الحياة بطريقة بسيطة وغير متحيزة وغير سياسية".

وحول الانتقادات التي يواجهها "بايدن" محليًّا بسبب قراره زيارة السعودية، وذلك بتسليط منتقديه الضوء على قضايا حقوق الإنسان والحرب المستمرة في اليمن التي دخلت عامها السابع، وصف "رول" التحفظات هذه بأنها "مُبالَغ فيها"، قائلاً: "تحدثت مع الكثير من المسؤولين السعوديين الذين أكدوا لي، بشكل مُرضٍ وبصراحة، أنهم يحاولون فعل كل ما في وسعهم للحد من الخسائر في صفوف المدنيين".

وأضاف: "أود أن أشدد على أن إدارة بايدن نفسها، في خطابها وبياناتها السياسية، قد شكرت السعودية مرارًا وتكرارًا على جهودها الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع. وقد مر وقت طويل من دون توجيه إدارة بايدن انتقادات إلى الحكومة السعودية، وهذا مبني على ما أعتبره حقائق بالتأكيد".

ولا يشك "رول" أبدًا في أن الحوثيين المدعومين من إيران هم المعارضة الرئيسية التي تقوض التوصل لحل سلمي للصراع في اليمن.

ووفقًا لـ"رول"، الذي أمضى 34 عامًا مع وكالة الاستخبارات المركزية، وهو يغطي شؤون الشرق الأوسط، فإن العلاقات الأمريكية-السعودية حاسمة في مواجهة الأعمال الخبيثة التي تضطلع بها إيران.

وحول الإصلاحات التي شهدتها السعودية قال روا إن "تاريخ السعودية أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى".

وتابع قائلاً: "صدمني عدد الأشخاص الذين أعرفهم في مجتمع الأعمال الأمريكي، الذين أخبروني بكل سرور وذهول عن الرحلات التي قاموا بها إلى السعودية، التي باتت تتسم بطابع سياحي بشكل متزايد".

وأشاد بافتتاح الموقع المدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو في العلا أمام أعداد متزايدة من السياح، واصفًا هذه الخطوة بأنها "قد تكون أعظم تطورًا في علم الآثار في السنوات العشرين أو الثلاثين أو الخمسين الماضية".

وأشار "رول" إلى أن الذين يزورون السعودية "يعودون إلى بلدانهم مع تقدير كبير لهذه الجغرافيا الفريدة والتاريخ والشعب المضياف جدًّا، وأوجه التشابه والقيم المشتركة بين الشعبين الأمريكي والسعودي، والعربي بشكل عام".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org