رغم التصعيد الحوثي الخطير للهجمات على المنشآت النفطية في المملكة يوم الجمعة الماضي، وما يستوجبه ذلك من استمرار شن التحالف العربي -لمساندة الشرعية في اليمن- للضربات على المرافق والأسلحة التي تستخدمها مليشيا الحوثي الموالية لإيران في هذه الهجمات الإرهابية؛ فإن التحالف قرر وقف عملياته العسكرية في الداخل اليمني اعتبارًا من الساعة السادسة صباح اليوم (الأربعاء)؛ تجاوبًا منه مع دعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، بوقف العمليات العسكرية تزامنًا مع انطلاق المشاورات اليمنية- اليمنية في العاصمة الرياض اليوم.
وحرصًا من التحالف على إنجاح المشاورات، التي يُؤمل أن تشكل انطلاقة لاستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة اليمنية، التي دخلت عامها الثامن؛ فإن التحالف لم يكتفِ بوقف عملياته العسكرية في داخل اليمن فحسب؛ وإنما تعهد أيضًا بالالتزام بوقف إطلاق النار، واتخاذ كل الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار، ويهدف التحالف من هذا الموقف المسؤول، المنسجم تمامًا مع موقفه المبدئي الداعم للحل السياسي للأزمة؛ يهدف إلى "تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات، وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن".
ويهدف التحالف أيضًا إلى "دعم الجهود والمساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه"، فاستمرار الحرب ليس في صالح اليمن أو أمن واستقرار دول المنطقة، ويهدد المصالح الدولية بتأثيرها على أمن الطاقة، ونقص الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية، المتأثرة حاليًا بتداعيات حرب روسيا على أوكرانيا؛ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ومن ثم زيادة الضغوط والأعباء، التي يتحملها الاقتصاد الدولي، الذي لم يتعافَ بعدُ من جائحة فيروس كورونا.
ومثل كل مواقفه السابقة خلال الأزمة ودون أدنى اختلاف معها؛ فإن وقف التحالف لعملياته العسكرية في داخل اليمن، والتزامه بوقف إطلاق النار، لتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات اليمنية- اليمنية؛ إنما يندرج في إطار "موقفه الثابت الداعم للحكومة اليمنية الشرعية بموقفها السياسي، وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية، ودعمه الدائم لأبناء الشعب اليمني لتحقيق تطلعاته، وبناء دولته، وبما يحقق الأمن والرخاء"، وهي أهداف وغايات نابعة من وقوف التحالف إلى جانب شرعية الدولة اليمنية، ومساعيه في استعادتها، كما تنبع من حرصه على إحلال السلام في ربوع اليمن، وإنهاء المعاناة الإنسانية، التي يتعرض لها الشعب اليمني جراء الظروف الظالمة والمأساوية، التي فرضتها عليه مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد انقلابها على الدولة، وخلال سنوات الحرب.