قال المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي إن زيارة ولي العهد، سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله-، للأردن، ولقاءه أخاه جلالة الملك عبدالله الثاني، يؤكدان الحكمة العميقة التي تتمتع بها القيادة السعودية في أهمية التنسيق والتعامل المسبق والمشترك مع الأخطار والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتوسُّع التمدد الإيراني العدائي في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وتفصيلاً، أوضح المستشار "الملكاوي" في تصريح خاص لـ"سبق" أن الأمير محمد بن سلمان أراد من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والقيادة السعودية أن يتشاور مسبقًا مع عدد من الزعماء والقادة قبيل القمة الأهم على مستوى المنطقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر تموز القادم؛ وذلك لتأكيد أن أجندة المباحثات السعودية مع الرئيس الأمريكي شمولية وتكاملية؛ باعتبار السعودية قائدة الأمة العربية والإسلامية، وهي العامل الأقوى القادر على ضمان أمن واستقرار المنطقة.
وأشار إلى أن السعودية والأردن حريصان على العمل معًا بهدف توحيد مواقف ورؤى الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة؛ حتى تشكِّل عاملاً قويًّا في تأسيس الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، خاصة في ظل ما يرشح من معلومات غير مريحة وغير مطمئنة من الضفة الغربية، قد لا تساعد الأشقاء الفلسطينيين في تحقيق هدفهم الرئيسي بإقامة دولتهم على الثرى الفلسطيني؛ ما يؤكد أهمية توافُق المواقف العربية والإسلامية على تهيئة الأرضية القوية للقيادة الفلسطينية.
وقال إن التمدد الإيراني وحزب الله اللبناني في الجنوب السوري بات يشكِّل خطرًا يتضاعف يومًا بعد يوم في ظل قيام القوات العسكرية الإيرانية وحزب الله اللبناني وجيش النظام السوري برعاية ودعم ومساندة شبكات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، ومنه إلى السعودية ودول الخليج العربي، بعد أن نجحت السعودية في منع التهريب المباشر من لبنان؛ لهذا سيأخذ هذا الملف جانبًا كبيرًا من اللقاء بين الزعيمَين العربيَّين في مباحثات عمَّان، خاصة أن إيران وعملاءها يسعون إلى تهريب الأسلحة والمتفجرات مستقبلاً. لافتًا إلى وجوب العمل (الأردني – السعودي) المشترك لمواجهة الخطر الإيراني، الذي يقوم بتدمير الدول، وتفتيت الشعوب التي يسيطر عليها.
وعبَّر الملكاوي عن سعادته بزيارة الأمير محمد بن سلمان للأردن؛ لأنها تؤكد حقيقة العلاقات التاريخية العريقة والعميقة بين قيادتَي وشعبَي البلدين الشقيقين، وأن السعودية والأردن في خندق واحد، وأن أمن السعودية هو من أمن الأردن، هذا إلى جانب أن الزيارة ستكون عاملاً قويًّا لإعادة ضبط بوصلة المنطقة نحو مؤشر الأمن والاستقرار الذي تسعى له الدولتان.
واختتم "الملكاوي" حديثه بالقول إن الأردن يرى في ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أملاً قياديًّا عربيًّا وإسلاميًّا شبابيًّا، يمتلك الرؤية المستقبلية نحو عام 2030 التي تعتمد على استثمار الطاقات والإمكانيات والقدرات، وتعظيم دور الشباب في البناء والتنمية، وترسيخ الأمن والأمان الذي تنشده منطقة الشرق الأوسط.