البعض يعتبر (السيرة الذاتية) خطوة روتينية لكي يتقدم للوظيفة؛ فهو يعمد إلى كتابتها بشكل تقليدي، وطباعتها بالحاسب الآلي، وبعد ذلك وضعها في (الملف العلاقي الأخضر)، والذهاب لتقديمها للجهة التي يرغب في العمل لديها، وفي أحسن الأحوال قد يعمد إلى إرسالها إلى تلك الجهة بالإيميل، ثم ينتظر الرد.
في الأيام الماضية انتشر مثال مبدع عن هذه الخطوة المصيرية للباحثين عن العمل، والمرتبطة بتقديم السيرة الذاتية؛ إذ تقدمت طالبة سعودية بطلب للعمل في إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا غير أن طلبها الذي تقدمت به لم يكن تقليديًّا، والسيرة الذاتية التي أرسلتها لم تكن تقليدية، بل كانت مبتكرة؛ فقد نشرت تغريدة عبر حسابها مرفقة معها فيديو، يتضمن فيلمًا كرتونيًّا عن سيرتها الشخصية، قامت هي بإنتاجه بشكل شخصي، وعرضت تلك السيرة على الشركة التي تقدمت لها من خلال ذلك الفيلم الكرتوني. وقد لقي ذلك الطلب تفاعلاً كبيرًا من قِبل جمهور (تويتر)؛ إذ وصل عدد المشاهدات للفيديو أكثر من نصف مليون مشاهدة خلال نحو ثلاثة أيام.
الشركة التي تقدمت لها مشاعل بادرت بالرد بطلب بعض البيانات، في حين انهالت على مشاعل العروض الوظيفية من قِبل العديد من الشركات المختلفة للانضمام لها، في حين أشاد وزير الدولة لشؤون التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة بالطالبة مؤكدًا أنها (مثال رائع لتبني أساليب مبتكرة في التقديم على التدريب). وهناك العديد من القصص المختلفة التي يبدع أصحابها في أسلوب التقدم بالسيرة الذاتية للعمل؛ ما تجعل عروض العمل تنهال عليهم. وهذه – بلا شك - خطوة مميزة، ونوعية، ومطلوبة من قِبل المتقدمين للعمل. والمهم أيضًا هو ما يأتي بعد ذلك من قِبل المتقدم للعمل من تميُّز في الأداء، وانضباط، وجدية، وإنجاز، ومواصلة الإبداع في تنفيذ الأعمال الموكلة كما كان هناك إبداع في التقدم للعمل.
لدينا العديد من المواهب السعودية الشابة والمتميزة لدى الشباب والشابات، التي تحتاج إلى اكتشاف وتطوير، وتحتاج إلى دعم لإبراز القدرات والمواهب.. ومشاعل مثال على تلك المواهب؛ فقد تمكنت من تسخير عشقها للتكنولوجيا، وعرضت قدراتها بشكل مميز؛ فحازت الإعجاب، وانهالت عليها العروض.. وعلى الشباب والشابات اليوم أن يهتموا بتسخير قدراتهم ومواهبهم فيما يعشقونه؛ فهم من خلال هذا الأسلوب سيتمكنون - بلا شك - من الحصول على إعجاب الآخرين، وستُعرض عليهم فرص عمل متعددة بدلاً من انتظار الوظائف من خلال التقدم بالأساليب التقليدية، التي لم تعد تجدي نفعًا في سوق العمل اليوم.