تاريخه عميق، وتراثه زاخر، يتجمع فيه وفود الرحمن سنويًّا في أيام معدودات داعين الله سبحانه وتعالى أن يغفر ذنوبهم. فيه رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام،
إنه مشعر منى الذي غيَّر مجرى التاريخ، وسيرة الإنسانية، وتمت في أرضه بيعة العقبة الأولى والكبرى؛ إذ شهد في السنة الـ 12 هجرية بيعة العقبة الأولى، كما شهدت أرضه بيعة العقبة الثانية أو البيعة الكبرى أثناء موسم حج السنة الـ 13، وحضر البيعة 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة.
ويُعرف مشعر منى بأنه موضع أداء شعائر الحج، ومبيت الحجاج في يوم التروية ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، وفيه موقع الجمرات التي تتم بين شروق الشمس وغروبها في تلك الأيام من الحج، ويُذبح فيه الهدي، ولا يُسكن إلا في أيام الحج فقط.
ويقضي الحاج بمنى يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ويُستحب فيه المبيت تأسيًا واتباعًا لسُنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه. وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى، ويصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع.