
لم ينتهِ مسلسل الهدر في الأرواح البريئة تحت عنوان "الأخطاءالطبية"، ولن يتوقف طالما تتم معاملة المريض وفقًا للمزاج الشخصي والتقديرات البعيدة عن الطرق العلمية السليمة.
مذبحة الوفيات ما زالت تتكرر، وآخرها الزوجة التي ذهبت ضحية خطأ طبي تاركة حزنًا عميقًا لزوجها ولأبنائها الستة، والتي أدمت حكاية إهمالها ثم وفاتها قلوب العديد من المواطنين، الذين نادوا بضرورة الحزم في هذه القضايا؛ فحجم الوفيات بات كبيرًا، ويزحف ليقارب وفيات حوادث السيارات التي تعد أكبر وسيلة لقتل السعوديين.
"سبق" تابعت مستجدات القضية التي تشير - بحسب مصادر مطلعة- إلى أن مستشفى الولادة والأطفال -ممثلاً بلجنة طبية استشارية في تخصص أمراض النساء والولادة والتخدير - قام باستدعاء الكادر الطبي والتمريضي الذي أجرى عملية ولادة بمستشفى خاص بمكة المكرمة، وحقق معهم حول اتهامهم من مواطن بالتسبب في وفاة زوجته بخطأ طبي. وقد تم التحقيق معهم خلال اليومين الماضيين، وهم أخصائية النساء والولادة المعنية بالشكوى، وأخصائي نساء وولادة باشر الحالة معها، والطبيبة المناوبة، واستشاري التخدير، وثلاث ممرضات باشرن حالة المريضة. كما تم استدعاء المدير الطبي مع التحفظ على كل من باشر حالة المريضة، وتم تأجيل سفرهم جميعًا.
وقالت مصادر لـ"سبق" إن التحقيقات انتهت بإدانة وإثبات الخطأ الطبي على ثلاثة أطباء نساء وولادة، وإدارة المستشفى.
وأشار المصدر إلى أن نتائج التحقيقات أحالت القضيةإلى الشؤون الصحية بمكة المكرمة، التي من جهتها سوف تحيلها إلى الهيئة الصحية الشرعية بالعاصمة المقدسة؛ لإصدار الحكم الشرعي على ثلاثة أطباء نساء وولادة بالمستشفى، وعلى وإدارة المستشفى؛ وذلك لعدم توفير استشاري نساء وولادة، وأيضًا السماح بعمل طبيبة نساء وولادة بدون ترخيص مزاولة مهنة وهي ليست على كفالة المستشفى، وعدم تجديد تراخيص الهيئة السعودية للتخصصات الصحية للطبيبة المعنية وأغلب الطاقم الطبي، والتعديل في الملف الطبي.
وأوضح عماد عصمت زوج المواطنة التي ذهبت ضحية الخطأ الطبي الذي وقع في أحد المستشفيات الخاصة بمكة المكرمة أن إدارة المستشفى قامت برفع دعوى، اتهمته فيها بإلحاق الضرر ببعض الأدوات الطبية!!
وأضاف عماد بأنه طُلب من قسم شرطة المنصور ثمهيئة التحقيق والادعاء العام، وتم التحقيق معه على خلفية الدعوة ضده، ثم رجع إلى مركز شرطة المنصور، وأمر المحقق بإطلاق سراحه بكفالة حضورية وغرامية، على أن يتابع التحقيق والتأكد من مطالبات ودعاوى المستشفى، مع طلبه عند الحاجة مرة أخرى. وبعد الانتهاء من التحقيق تُحوَّل القضية للقضاء للنظر والحكم فيها.
وأكد عماد أن الشكوى التي رُفعت ضده تعتبر كيدية من أجل التنازل عن القضية الأساسية التي رفعها ضد المستشفى؛ للمطالبة بحق زوجته التي توفيت بسبب الإهمال والتقصير أثناء ولادتها. وقال: وأنا أملي بالله كبير، ثم بالقضاء أن يأخذ حقي وحق أبنائي ضد من تسبب في وفاة زوجتي.