مصر والسعودية.. شعب واحد يعيش على جغرافيا واحدة يربطها البحر الأحمر

"شبانة" لـ"سبق": 6300 شركة سعودية بمصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار
الكاتب الصحفي صبحي شبانة
الكاتب الصحفي صبحي شبانة

أكد الكاتب الصحفي المصري صبحي شبانة، مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف الصحفية بالسعودية، أن زيارة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى بلده الثاني مصر في هذا التوقيت تكتسب أهمية بالغة نظرًا لما يدور في العالم من تقاطعات وتجاذبات، فرضتها الحرب الروسية-الأوكرانية، وتأثيراتها على المنطقتين العربية والشرق أوسطية، التي تمثل فيها مصر والسعودية ركيزتَي الأمن والأمان والاستقرار، وتشكل الدولتان عنصرًا مهمًّا في حفظ التوازن العالمي.

وأضاف "صبحي شبانة" لـ"سبق": زيارة ولي العهد إلى القاهرة تأتي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية، واستقبله خلالها بحفاوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ وهو ما يشير إلى استمرار تشاور القيادات في البلدين لما يخدم مصالح الأمة العربية، ويبعث برسائل قوية إلى إيران التي تصر على التدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية عبر الميليشيا الحوثية في اليمن، وميليشيا حزب الله في لبنان، والحشد الشيعي في العراق، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا.

وأشار إلى أن العلاقات المصرية-السعودية تمرُّ بأزهى فتراتها في ظل العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يذكِّر الشعب المصري دائمًا بالوقفة الكبيرة الداعمة للشعب المصري إبان ثورة 30 يونيو 2013، التي بفضلها استطاعت مصر أن تتجاوز تحدياتها وتداعيات الإرهاب الإخواني الذي كان يستهدف الإضرار بالأمة العربية، وتفتيتها لصالح إيران وقوى إقليمية أخرى، كانت تستهدف السيطرة على الثروات العربية، وخصوصًا في منطقة الخليج وليبيا.

وأوضح "شبانة" أن السعودية ومصر تربطهما علاقات تاريخية طويلة، وتتشابه توجهاتهما إزاء كثير من القضايا الدولية والعربية والإقليمية والإسلامية؛ وهو الأمر الذي يرسم خارطة طريق واحدة إزاء معظم القضايا، وتحقيق رؤية مشتركة لتجاوز الظروف بالغة الصعوبة التي يشهدها العالم كافة في ظل الضبابية وعدم وضوح الرؤية اللذين يخيمان على العالم بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية.

وأبان الكاتب الصحفي صبحي أن الدعم السعودي لمصر لم يقتصر على الدعم الاقتصادي، وهو كبير ومقدَّر من مصر شعبًا وحكومة ونخبًا؛ إذ قدمت السعودية دعمًا كبيرًا للحفاظ على الاحتياطي الأجنبي لمصر في أعقاب 30 يونيو، وإبان جائحة كورونا، ومؤخرًا بعد اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية. وإضافة للدعم الاقتصادي كان للدعم السياسي القول الفصل في نجاح ثورة الشعب المصري الذي يعيش ويعمل عدد كبير منه داخل بلدهم الثاني السعودية، وينعمون بكل الخدمات التي ينعم بها المواطن السعودي، سواء بسواء؛ فلا فرق بين الإخوة المصريين والسعوديين.

وقال إن الاستثمارات السعودية في مصر تأتي في المرتبة الثانية عربيًّا؛ إذ توجد حاليًا 6300 شركة سعودية في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار. وفي المقابل، وجدت 1035 شركة مصرية فرصًا واعدة للاستثمار في السوق السعودية؛ إذ تبلغ قيمة رأسمال الشركات التي يملكها أو يشارك في ملكيتها مستثمرون مصريون في السعودية 5 مليارات ريال، تتركز أغلبها في قطاعات الصناعات التحويلية والتشييد.

واختتم "صبحي شبانة"، مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف الصحفية بالسعودية، تصريحاته مؤكدًا أن "العلاقات المصرية-السعودية علاقات متجذرة بعمر الزمن، زاخرة بالمشتركات الاجتماعية والثقافية والتجارية والتاريخية، وجاء الإسلام قبل 1440 عامًا ليرسخها ويعضدها، ويشكل منها أنموذجًا لم تشهد له البشرية مثيلاً. فأنا أؤكد دائمًا أن مصر والسعودية جغرافيا واحدة، يفصل بينها البحر الأحمر، لكن يعيش عليها شعب واحد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org