سجل مقيم مصري وآخر سوري موقفًا بطوليًّا وإنسانيًّا في محافظة رفحاء، بعدما جازفا بأرواحهما ونزلا إلى قلب خزان صرف صحي، لانتشال طفل سقط بداخله، أمس الأول.
وفي التفاصيل، قال المواطن محمد عتيق السعدي من سكان محافظة رفحاء لـ"سبق"، خرج ابني "قاسم" ذو الخمسة أعوام برفقة شقيقه من منزلنا الكائن بحي الفيصلية في محافظة رفحاء، وكانا متجهيْن إلى منزل الجيران بغرض اللعب واللهو مع أبنائهما.
وأضاف: أثناء سيرهما في أمان الله كانت هناك فتحة صرف صحي متهالكة وغير واضحة الملامح تنتظر سقوطهما، وشاءت الأقدار أن يعبر ابني "قاسم" من فوقها، فانزلق وهوى داخلها، ليستقر بقعرها العميق، وسط محاولات يائسة للخروج بنفسه.
وتابع: عاد ابني المرافق له مسرعًا إلى المنزل، وأبلغ والدته بما حدث، فحضرت إلى الموقع، وإذا بطفلها قد اختفى بجوف الخزان، فأصيبت بحالة هستيرية وفزع كبير، وأخذت تطلب النجدة.. ولحسن الحظ كان هناك مقيم مصري وآخر سوري يتواجدان بالقرب منها، وتجاوبًا مع صرخاتها، وقررا المجازفة بأرواحهما والنزول إلى خزان الصرف الصحي وانتشال الطفل، قبل أن تُزهق المياه الملوثة روحه البريئة.
وتابع الوالد: ربط المقيم المصري نفسه بحبل، ونزل داخل الخزان، وأوعز للمقيم السوري بسحبه إلى الخارج عند إبلاغه بوجود الطفل، وما إن عثر عليه استجاب زميله وقام بسحبه إلى الخارج برفقة الطفل الذي كان موشكًا على الهلاك وفي آخر رمق له.
وأكمل: حمل المنقذ المصري ابني بسيارته الخاصة، وتوجه به فورًا إلى مستشفى رفحاء العام؛ حيث قام بتسليمه إلى الأطباء في قسم الطوارئ، وجرى تنويمه وإعطاؤه العلاج اللازم، ولا يزال يتلقى العناية الطبية.