يصف الكاتب السعودي سلمان الدوسري، الجولة الخارجية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنه لا يمكن تصنيفها بزيارات بروتوكولية تنتهي مع نهاية الجولة، بقدر ما هي زيارات رفيعة تأخذ زخماً استثنائياً في كل محطاتها، وتكون علامة فارقة في العلاقات مع الدول، كما أن أكثر ما يميزها أنها عملية جداً.
وأضاف: "هذا الوصف يمثل حقيقة الجولة المكوكية لسمو ولي العهد خلال اليومين الماضيين والتي زار خلالها دول مصر والأردن وتركيا، وكانت مخرجاتها مليئة بالشراكات السياسية والاقتصادية التي ستعود بالنفع لمنطقة الشرق الأوسط".
وتابع: "ورغم قصر فترة الجولة التي لم تتجاوز الـ48 ساعة إلا أن ثمارها كانت كبيرة للغاية، حيث انتهت هذه الجولات العملية بتوقيع عديد من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية بين المملكة ونظيراتها من الدول التي زارها ولي العهد".
وأردف: "فأولى جولات ولي العهد إلى القاهرة؛ حيث التقى رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، واستعرضا في جلسة المباحثات الرسمية العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين، والإشادة بمستوى التعاون والتنسيق في ما بينهما على الأصعدة كافة، وتم بحث سبل تطوير وتنمية العلاقات في جميع المجالات، بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتناولا مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم، مؤكدين وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأكمل: "وفي عمّان استقبل ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، أخاه الأمير محمد بن سلمان، وعقد العاهل الأردني وولي العهد، بحضور ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدلله الثاني، جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، وبحث سبل تعزيزها بما يحقق مصالحهما المشتركة، وثمّن الجانبان خلال المباحثات، التي حضرها كبار المسؤولين في المملكتين الشقيقتين، الجهود القائمة لتحقيق المصالح الاقتصادية المشتركة بتوجيه ودعم من قيادتي البلدين، وأكدا أهمية العمل المشترك لزيادة مستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري".
وواصل: "ختم ولي العهد جولاته بزيارة أنقرة؛ إذ استعرض الأمير محمد بن سلمان، خلال عقده جلسة مباحثات رسمية مع رئيس تركيا الرئيس رجب أردوغان، العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف الجوانب، وتم التأكيد بأقوى صورة على عزمهما المشترك تعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، وتبادل الجانبان وجهات النظر حيال أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
واختتم بقوله: "هذه الجولة التي تأتي في ظل ظروف إقليمية دقيقة تؤكد مكانة المملكة الرفيعة ورغبتها في لمّ شمل محيطها العربي والإسلامي ومواجهة كل التحديات والعمل على ما يحقق الرخاء والأمن للشعوب العربية والإسلامية".