تعمل دوائر واسعة من الإعلام الغربي المتحالف مع أعداء بلدنا على اتهامنا دائمًا بالإرهاب والتطرف؛ لأهداف وأغراض معلومة، في مقدمتها تشويه الإسلام حضاريًا، بتشويه مصدره الأول.
وهم في سبيل ذلك يتصيدون بعض الحوادث التي يقوم بها الضالون المنحرفون، لاتهام السعودية ورمي الإسلام بنقائص لا تمت للحقيقة بصلة، بل هي محض افتراء وكذب على الإسلام كدين، وعلى السعودية كبلد.
وقد يكون صحيحًا أن بعض وسائل إعلامنا تقوم بدور فاعل في تفنيد هذه الأكاذيب، وصدّ الهجوم الإعلامي الغربي الذي ما فتئ يصنع الافتراءات ويروجها ضد الإسلام والسعودية.
ولكن ما زال الإعلام الغربي بسيطرته على العديد من وسائل الإعلام العالمية، وقدرته الفائقة على خلق الأكاذيب وترويجها له اليد العليا في هذا المضمار.
ومن هنا تبرز الحاجة الملحّة إلى ميادين أخرى، نقتحمها بقوة لنبرز فيها الوجه الحضاري لبلادنا، وأنه على عكس ما يروج، هو بلد يبث الحضارة والرقي الأخلاقي والسلوكي ويصدر العلم والعلماء، لا الإرهابيين المتعطشين للدماء.
وهنا أفكر بصوت عال!!
كم مخترع سعودي صدرناه للعالم كوجه حضاري علمي يتحدث عنا بلسان المقال والحال؟!
وكم اختراع سعودي غزا العالم، وأصبح سفيرًا يتحدث عن بلادنا، وأنها مصدر الخير والنماء للبشرية، لا مصدر البطش والدماء؟!
لقد سجلت السعودية وحدها من الابتكار أكثر مما سجلته 16 دولة عربية مجتمعةً، إلا أنها على الصعيد العالمي ليست كذلك، فقد ظلت الولايات المتحدة متصدرة الترتيب ومعها الدول الغربية والصين واليابان.
إنني أزعم أن سفيرًا واحدًا من هؤلاء قادر على دحض آلاف الأكاذيب والترهات والافتراءات التي يروجها الإعلام الغربي الحاقد، ولا نستطيع لها دفعاً بمئات من الإعلاميين المحترفين.
إن التفكير خارج صندوق الرد والرد الإعلامي المضاد هو النضج وسبيل النجاح.
والبحث عن مثل هؤلاء السفراء الجدد وحسن تدريبهم ورعايتهم يحقق لنا، بلا شك، ما نصبو إليه من بيان وتوضيح وجه بلادنا الحضاري والأخلاقي والعلمي.