تراكضن للسيارة (المعلمات الأربع وخامستهن فوزية)، وحشرن أجسادهن فيها في لحظات، وللتو دخل أبو محمد في نومته المعتادة، وقد كانت ثقيلة هذه المرة.. كان يسعل طوال الطريق، وجسمه به رعشة خفيفة، وأحلى أمانيه الآن أن يغرق في نومة هانئة، لكنه استيقظ في ارتياع، وأصوات كثيرة تعصف بتركيزه، أحدها يوقظه، وبعضها يسحب باب سيارته (الفان)، وطرقات عنيفة من حارس المدرسة الذي تبيَّنه أخيرًا مع خيوط المطر المنهمرة.. كان يحمل سلة القهوة والشاي التي نستها المعلمات لفرط شغفهن بالعودة.. التقطها أبو محمد وهو يعتدل في جلسته، ويسعل بشكل متواصل. دس السلة في فتحة الستارة بينه وبينهن، ثم أدار المحرك وقد عرف أن عليه العودة بهن الآن..