من الرياض.. مؤتمر "مستقبل الطيران" يسجل بداية "العصر الذهبي" للطيران الدولي

"الطيران المدني" تقدم مقترحًا بسياسة "السفر الجوي المتناغم" لتسريع تعافي القطاع
من الرياض.. مؤتمر "مستقبل الطيران" يسجل بداية "العصر الذهبي" للطيران الدولي

‬افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، أمس الاثنين في الرياض، أعمال "مؤتمر مستقبل الطيران"، بحضور 2000 مشارك من مختلف بلدان العالم، حيث ركزت جلسات المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية هي "النمو والابتكار والاستدامة".

وقال الجاسر، على هامش الافتتاح: المؤتمر يعد منصة عالمية تبرز مدى أهمية قطاع الطيران في إحداث التحول، وذلك بالتزامن مع ما تبذله الاقتصادات من جهود للتعافي من تأثيرات جائحة كورونا.

وأضاف: قطاع الطيران في الغالب يقع ضمن الأعمال ذات الهوامش الربحية المنخفضة، وعندما يعمل القطاع بأقصى طاقته، يستفيد الجميع من ذلك، إلا أن قطاعنا يعاني من أزمات خارجية وصدمات في كل عام، وأظهرت الأزمات التي سببتها الجائحة مدى انقسامنا في الوقت الذي كنا في أمس الحاجة للاتحاد، ويمكننا من خلال هذا المؤتمر الظهور بصوت عالمي قوي للمساهمة في تحقيق الرفاه والاستدامة والازدهار على مستوى العالم.

من جانبه، تحدث سالفاتوري شاكيتانو، رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، عن الأثر الذي خلفته الجائحة على قطاع الطيران، داعيًا إلى تعميق التعاون بين الحكومات وهيئات الطيران المدني وإيجاد حلول تعزز القدرة على التصدي للأزمات المستقبلية.

وقال: في حال وقوع أزمات مشابهة لتلك التي سببها الوباء، يتعين على الحكومات اتخاذ قراراتها بمستويات أعلى من التنسيق، ما يحتم بذل جهود حثيثة لحماية المدنيين عندما يتعلق الأمر بإغلاق الحدود وتقديم المعونات وغيرها من التدابير الاقتصادية والصحية.

وأضاف شاكيتانو: الاستثمار في أنظمة الطيران المدني يحقق الصالح العام العالمي. وقد يساهم التطور المستقبلي للطيران المدني الدولي في إقامة العلاقات وإرساء التفاهم بين شعوب العالم، بالإضافة إلى تشجيع التعاون فيما بينهم، الأمر الذي يدعم تعزيز السلام العالمي، إن قطاع النقل الدولي هو جسر يربط بين الشعوب والقارات، والثقافات والتقاليد، والأفراد والمجتمعات.

وكشفت المملكة العربية السعودية خلال افتتاح "مؤتمر مستقبل الطيران" عن مقترح لاعتماد سياسة تهدف إلى تسريع عملية تعافي الطيران الدولي وإعادته إلى مستوياته الطبيعية كما اعتاد عليه الجميع قبل وقوع الجائحة.

وقدم رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج خلال المؤتمر سياسة "السفر الجوي المتناغم" التي تهدف إلى تنسيق عمليات الجهات المشغلة للقطاع فيما يتعلق بالتواصل بشكل فعال بشأن المتطلبات الصحية للسفر، والاستجابة إلى الأزمات الصحية العامة في المستقبل بصورة موحدة، ووضع أنظمة إدارة وتنسيق عالمية مناسبة وقادرة على تسهيل المرونة عند الحاجة، وضمان إنشاء آليات الامتثال الصحيحة.

وقال الدعيلج: سياسة السفر الجوي المتناغم ستمنح صناعتنا وركابنا القدرة على معرفة الإجراءات التي تفرضها الدول في حالات الطوارئ الصحية في المستقبل بصورة سريعة وسلسة. إنها سياسة ستوفر على صناعتنا مليارات الدولارات في الأزمات الصحية، وتمنح الثقة لعملياتنا التي نعتمد عليها.

من ناحيته، تطرق وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى محور الاستدامة، أحد المحاور الثلاثة الرئيسة التي يركز عليها المؤتمر، ودعا إلى تبني نهج شامل ومنفتح لإيجاد حلول لجعل القطاع صديقاً للبيئة.

وقال: نمر الآن بمنعطف هام يحتم علينا النظر في كافة الجوانب وأن نكون حريصين على تلبية أهداف الاستدامة بفعالية، والتي لا يمكن تحقيقها باتباع نهج انتقائي، أمامنا خيارات قليلة [لتحقيق أهداف الاستدامة]، وعلينا دراستها بالكامل.

جدير بالذكر أن أعمال المؤتمر تتواصل لليوم الثاني، الثلاثاء 10 مايو، حيث يواصل الخبراء تناول المحاور الرئيسية للمؤتمر، بالإضافة إلى بحث مساهمة قطاع الطيران في الاقتصاد العالمي، وأثره على السياحة، والإصلاحات التنظيمية التي يجب تنفيذها.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع النقل والخدمات اللوجستية في السعودية يشهد تطوراً سريعاً بصفته أحد الركائز الأساسية لخطة التحول الاقتصادي لرؤية 2030، حيث تهدف المملكة إلى استثمار 356 مليار ريال سعودي في قطاع الطيران بحلول عام 2030، كما تعتزم المملكة إطلاق خطوط جوية دولية جديدة، والاضطلاع بعملية استكمال كبيرة للبنية الأساسية لقطاع الطيران.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org