من "مباركية الدمام" لـ"ياسمين الرياض".. 12 عاماً تكشف أدلة الأمن الـ 5 لدحر الإرهاب

بطولات نادرة وخبرات متراكمة ومهنية عالية تدعمها صفات أقلها الشجاعة
من "مباركية الدمام" لـ"ياسمين الرياض".. 12 عاماً تكشف أدلة الأمن الـ 5 لدحر الإرهاب
تم النشر في

 ضربات استباقية، ومعلومات استخباراتية، وإصابات في الوجه والرأس، وحادثة قديمة وقعت في "مباركية الدمام" قبل 12 عاماً، وقصص بطولية متكررة... جميعها كانت بمثابة خمسة أدلة دامغة على ما وصل إليه رجال الأمن السعودي من بطولات نادرة وخبرات متراكمة وقدرة كبيرة على مواجهة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وُجِدوا، بأساليب مهنية عالية، تدعمها صفات عدة، أقلها الشجاعة والإقدام والجسارة والإصرار والعزيمة من رجل الأمن على حماية الوطن من خطر الإرهاب.

وتعتمد استراتيجية الأمن السعودي في مواجهة الإرهابيين على توجيه ضربات استباقية مباغتة لهم؛ بهدف إفساد ما يخططون له في وقت مبكر، وللتأكيد لمن يهمه الأمر أن الأمن السعودي يعمل وفق آلية أمنية "متكاملة"، عمادها الرئيس المعلومات الواردة من إدارة الاستخبارات والمباحث العامة، عن تحركات الإرهابيين وأماكن وجودهم، وما يخططون له من عمليات إرهابية، ومن ثم مفاجأتهم بالهجوم عليهم في أماكن وجودهم.

ولعل حادث حي الياسمين بشمال الرياض، الذي وقع أمس، وقُتل فيه إرهابيان اتخذا منزلاً في الحي وكراً لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة، خير شاهد على ما يتمتع به رجال الأمن السعودي من كفاءة كبيرة في التصدي للإرهاب. ففي هذا الحادث، قرر الأمن السعودي أن يوجه ضربة استباقية إلى أخطر إرهابي متخصص في صنع الأحزمة الناسفة، التي نُفّذ بها عدد من الجرائم الإرهابية، وهو طايع بن سالم بن يسلم الصيعري، سعودي الجنسية.

وقالت وزارة الداخلية، في حينه، إن الجهات الأمنية تمكّنت من رصد "الصيعري" مختبئاً في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض، ومعه شخص آخر يدعى طلال بن سمران الصاعدي، سعودي الجنسية؛ حيث طوق رجال الأمن الموقع، وعملوا على تأمين سلامة سكان المنازل المجاورة والمارة، ووجهوا نداءات إلى الإرهابيين بصرورة تسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا الاستجابة، وبادرا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن في محاولة للهروب من الموقع، وهو ما استوجب تحييد خطرهما، خاصة أنهما يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما لولا سرعة تعامل رجال الأمن معهما، مما حال دون ذلك.

ونتج عن العملية مقتلهما وإصابة العريف جبران عواجي بإصابة طفيفة، وعلى الفور، أشاد نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بشجاعة "العواجي"، الذي تصدّى لاثنين من أخطر الإرهابيين، وهما مدجّجان بالأسلحة والأحزمة الناسفة دون خوف يذكر، إلى أن أصيب في الحادث.

واستشهد النشطاء على إقدام "عواجي" وشجاعته، بمقطع فيديو لولي العهد وزير الداخلية السابق الأمير نايف بن عبد العزيز بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وهو يتحدّث عن شجاعة رجل الأمن السعودي، وإقدامه للدفاع عن وطنه؛ حيث قال إن الإصابات لرجال الأمن دائماً ما تقع في الوجه والرأس، وهذه دلالة على إقدامهم بكل إصرار وعزيمة.

ويتشابه حادث حي الياسمين مع حادث حي المباركية في الدمام، الذي وقع قبل 12 عاماً، عندما استثمرت قوات الأمن معلومات حصلت عليها من مصادر استخباراتية، تفيد بأن هناك مجموعة من الإرهابيين يختبئون في أحد منازل الحي، ويجهزون لارتكاب عمليات إرهابية عدة، من بينها مهاجمة منشآت حيوية في الشرقية، واغتيال عدد من الشخصيات العامة.

وتمكّن رجال الأمن من قتل إرهابيين اثنين منهم، خرجا من المنزل؛ لشراء مواد غذائية من أحد فروع التسوق في الدمام. وأظهر مقطع فيديو مصور، بطولة نادرة لرجلي أمن وهما يواجهان بصدور عارية أحد الإرهابيين وهو مقبل نحوهما، ويطلق النار بكثافة عليهما، إلا أنهما تمكنا من قتله، فيما طوق رجال أمن آخرون منزل بقية الإرهابيين، وطلبوا منهم تسليم أنفسهم، إلا أنهم رفضوا، وأطقوا النار بكثافة على رجال الأمن.

في هذه الأثناء نجح رجال الأمن في إجلاء سكان المنازل المجاورة لمنزل الإرهابيين لتأمينهم، وحتى يتمكنوا من التعامل مع الإرهابيين بالمثل، واستمر حصار المنزل عدة أيام، على أمل أن يسلم الإرهابيون أنفسهم لقوات الأمن، إلا أنهم أبوا ذلك، وهو ما اضطر رجال الأمن لقتلهم جميعاً داخل المنزل؛ حفاظاً على سلامة سكان المنطقة.

ولا تقتصر بطولات رجال الأمن السعودي على "مباركية الدمام" و"ياسمين الرياض"، وإنما تنتشر في جميع مناطق المملكة، التي تحتفظ بقصص مماثلة لرجال أمن أظهروا شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب، واستُشهد الكثيرون منهم، وهم يدافعون عن تراب الوطن وحماية المواطنين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org