أنهى وفد منظمة التعاون الرقمي زيارته الافتتاحية للدولة العضو في المنظمة رواندا بإطلاق مبادرة "سلسلة النقاشات العالمية DCO Round Tables"، التي ستكون بمنزلة منصة لقادة الاقتصاد الرقمي العالميين لوضع خطة عمل لتمكين الازدهار الرقمي للجميع. وستجمع سلسلة النقاشات العالمية المختصين من الحكومات والقطاع الخاص والأكاديميين والمحفزين ذوي الخبرة في مجال الاقتصاد الرقمي والابتكار وريادة الأعمال؛ وذلك لوضع خطة عمل للنهوض بالنمو الشامل للاقتصاد الرقمي.
وقد أعلنت الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي، الأستاذة ديمة اليحيى، خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات السلكية واللاسلكية "WTDC"، الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات "ITU" في كيجالي، التزام المنظمة بإقامة "سلسلة النقاشات العالمية DCO Round Tables" في خمس قارات.
وبدأت بالفعل النسخة الأولى من هذه السلسلة في القارة الإفريقية، وتحديدًا في العاصمة الرواندية كيجالي، وذلك بحضور أكثر من 35 ممثلاً من دول ومنظمات دولية وممثلين من شركات القطاع الخاص العالمية للنقاش حول موضوعات التحديات التي تحول دون نمو الأسواق الناشئة، وأفضل الممارسات نحو بناء نماذج أعمال للتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
واستهلت أعمال هذه النسخة بحوار بين كل من الأمين العام للمنظمة ديمة اليحيى ووزير تقنية المعلومات والاتصالات بجمهورية رواندا السيدة بولا إنجابير. وتحدثت اليحيى عن أهمية إقامة هذا النوع من النقاشات على المستوى الدولي للوصول إلى نتائج ملموسة لتمكين الدول من الازدهار في العالم الرقمي المتسارع.
في حين ذكرت الوزيرة الرواندية أن "الحديث في هذه الموضوعات لم يعد شيئًا جديدًا؛ إذ يجب علينا القيام بوضع خطط عمل وخارطة طريق، تثبت للشعوب موثوقية هذا النهج، وهذا بالفعل ما تقوم به منظمة التعاون الرقمي DCO؛ إذ تجمع الأشخاص الذين يتشاركون المسؤولية ذاتها؛ لتترجمها على أرض الواقع من خلال نماذج أعمال يتبناها صانعو القرار، تساعدهم بالنهوض في تنمية الاقتصاد الرقمي لدولهم".
جاء ذلك خلال الزيارة الافتتاحية لوفد المنظمة لدولة رواندا، التقت فيها الأمين العام للمنظمة ديمة اليحيى وزير تقنية المعلومات والاتصالات بجمهورية رواندا السيدة بولا إنجابير. واطلعت اليحيى على الجهود التي تبذلها وزارة تقنية المعلومات والاتصالات الرواندية، والإنجازات التي حققتها الوزارة في مجال الاقتصاد الرقمي، مشيدة بالأدوار المختلفة التي تلعبها رواندا باعتبارها عضوًا فاعلاً في المنظمة، داعية إلى تكثيف الجهود ومد جسور التعاون لتحقيق أهداف وغايات المنظمة الساعية إلى تحقيق الازدهار الرقمي للجميع.
وضمن زيارتها لرواندا اجتمعت ديمة اليحيى بعدد من المسؤولين، في مقدمتهم معالي وزير الخارجية والتعاون الدولي الرواندي السيد فنسنت بيروتا، وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية الرواندية. كما اجتمعت اليحيى بالرئيس التنفيذي للبنك الوطني الرواندي، ومركز "kLab Rwanda"، وهيئة مجتمع المعلومات الرواندية. وبحثت الاجتماعات الطرق الكفيلة بتعظيم فوائد عضوية جمهورية رواندا في المنظمة.
وشملت الاجتماعات التي قادتها منظمة التعاون الرقمي لقاء ديمة اليحيى بمعالي وزير الاتصالات بجمهورية غانا السيدة أوسولا أوسو، ودار النقاش حول مبادرات غانا نحو النهوض بريادة الأعمال الرقمية ومبادرات تمكين المرأة؛ إذ تعد غانا الأعلى عالميًّا من حيث نسبة النساء صاحبات الأعمال.
كما التقت اليحيى معالي وزير الاتصالات والتقنيات الرقمية بجمهورية جنوب إفريقيا السيدة كمبودزو تشافيني، وناقشا مبادرات المنظمة الساعية إلى تمكين الازدهار الرقمي للجميع. كما التقت اليحيى معالي نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) للنتائج الميدانية والابتكار السيد فواز كينغ، وتحدثا عن تفعيل التعاون بين المنظمتين وصولاً إلى تمكين الأطفال في جميع أنحاء العالم من الازدهار في عالم يزداد رقمنة.
وامتدادًا لجولتها زارت اليحيى كلاً من جامعة "كارنيجي ميلون إفريقيا"، ومعهد "القيادة الإفريقية"، و"المعهد الإفريقي لعلوم الرياضيات". كما التقت اليحيى عددًا من رواد الأعمال الروانديين للتعرف على أبرز التحديات التي تواجههم في مجال ريادة الأعمال الرقمية نحو التوسع الدولي، وتذليل العقبات وتسخير الممكنات الرقمية والنظامية من أجل الوصول إلى ازدهار رقمي عادل.
تجدر الإشارة إلى أن المنظمة أثناء الزيارة التي قادها وفدها رفيع المستوى قامت بتوقيع مذكرة تفاهم مع تحالف إفريقيا الذكية "Smart Africa"، الذي يرأس مجلس إدارته فخامة الرئيس الرواندي السيد بول كاجامي. ويمثل هذا التحالف شراكة بين 32 دولة إفريقية، تهدف إلى تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في القارة الإفريقية، من خلال استخدام تقنية المعلومات والاتصالات (ICT)، وكذلك تحسين الوصول إلى خدمات النطاق العريض. وقد اتفقا على تعزيز التعاون المشترك وصولاً إلى تعزيز الازدهار الرقمي في الدول الأعضاء في كل منهما.
وتعتبر منظمة التعاون الرقمي منظمة عالمية متعددة الأطراف، تم إنشاؤها لتمكين الازدهار الرقمي للجميع، تركز على مبادرات الاقتصاد الرقمي التي تدعم الشباب ورواد الأعمال والنساء وتنمية الابتكار. وتوسعت منظمة التعاون الرقمي بشكل سريع؛ لتمثل الآن 10 دول أعضاء، تشكل أكثر من نصف مليار نسمة، غالبيتهم من فئة الشباب تحت سن الـ35 عامًا، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لدولهم مجتمعة ما يتجاوز تريليونَي دولار.