مهام جليلة وأدوار بطولية.. هنا قصص ومواقف إنسانية لرجال الأمن في خدمة الحجاج

ضمن الجهود الكبيرة التي تسخّرها المملكة لخدمة وراحة ضيوف الرحمن
مهام جليلة وأدوار بطولية.. هنا قصص ومواقف إنسانية لرجال الأمن في خدمة الحجاج

على قدم وساق، تسخّر المملكة إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة والأمان.

ويكمل رجال الأمن عقد ومنظومة الخدمات؛ الأمر الذي ساعد في إنجاح مواسم الحج الأعوام السابقة -بعد توفيق الله- لتحصد الإعجاب بالقدرة على التخطيط والتنفيذ، وإدارة القوى البشرية والمادية.

وبعيدًا عن دورهم المفصلي في حفظ الأمن والسهر على راحة الحجاج خلال أداء عبادتهم؛ يرتبط رجال الأمن بالعديد من المواقف الإنسانية المؤثرة التي جمعتهم بضيوف الرحمن، والتي خطفت الأنظار خلال السنوات الماضية لتكشف أن الجانب الإنساني والرحمة والعطف هي الأساس في التعامل مع الحجيج.

وقبل أيام، انتشرت مشاهد لرجل أمن وهو يرحّب بالحجاج العراقيين الواصلين لمنفذ "جديدة عرعر" الحدودي؛ لافتًا إعجاب وثناء الحجاج في صورة مشرقة لرعاية أبناء المملكة لضيوف الرحمن؛ حيث لم يقتصر دورهم على توفير الأمن لهم؛ بل تعدى ذلك إلى السعي في إسعادهم وإدخال السرور عليهم وإكرامهم ومساعدتهم.

وفي الفيديو الذي أثار إعجاب الجميع، ظهر رجل الأمن وهو يرحّب بالحجاج ويقول لهم: "حياكم الله في بلدكم.. يا هلا والله فيكم.. حياكم الله في بلدكم الثاني".

وفي مشهد آخر حدث قبل سنوات، قدّم رجل أمن سعودي سلوكًا أثار اهتمامًا واسعًا، أثناء توديعه حجاج بيت الله الحرام؛ حيث ظهر في مقطع مصور وهو يودع الحجاج بالدعاء، وطلب المسامحة على أي تقصير واجهوه خلال أدائهم مناسك الحج، فظهر وهو يقول: "في أمان الله يا حجاج، سامحونا إن قصرنا معكم، عودوا إلى بلادكم سالمين، استودعناكم الله، استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه، اللهم تقبل منهم يا رب العالمين"، ليرد عليه أحد الحجاج بقوله: "والله ما قصرتم".

مظلة للحماية من الأمطار

وفي وقت سابق، أظهر مقطع فيديو موقفًا إنسانيًّا من أحد رجال الأمن بالمشاعر المقدسة، تَجسّد في حرصه على حماية أحد الحجاج من الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة آنذاك، أثناء قيام الأخير بالدعاء؛ حيث بيّن الفيديو الحاج يقف وسط الأمطار الغزيرة يدعو الله؛ فيما تَطوع رجل الأمن لحمل مظلته وحمايته من زخات المطر؛ في مشهدٍ عَكَس حرص رجال الأمن على خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

إمداد الحجاج بالماء

وفي مشهد آخر يكشف عن الرحمة والشعور بالمسؤولية، ظهَر رجل أمن يبلل الحجاج بالماء البارد وهم في طريقهم إلى مشعر مزدلفة؛ مما أثار الإعجاب؛ حيث قام رجل الأمن بحمل لترات من الماء على ظهره، ورش الماء على الحجاج للتبريد عليهم بسبب شدة الحر، ولتخفيف معاناتهم أثناء أداء الفريضة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وبنفس الطريقة، كانت مجموعة من الصور قد أظهرت لحظات لا تُنسى لرجل أمن وهو يقوم بسكب الماء على رأس حاج ليخفف عنه حرارة الشمس، كما قام رجل أمن آخر بحمل أحد الحجاج والصعود به على سلم لتوصيله إلى المكان الذي يريده.

وفي صورة أخرى انتشرت سابقًا لأحد الحجاج وهو يبكي فيما احتضنه رجل أمن وقبّل رأسه، كما قام رَجُلا أمن بتقديم خدمة طبية لحاج أثناء جلوسه على الأرض؛ حيث بدا غير قادر على الحركة، وسارع رَجُلا الأمن بسكب الماء على قدميه وتدليكها.

وفي لفتة إنسانية مؤثرة، ظهر رجل أمن وهو يقوم بسقاية حاج مسنّ يبدو عليه الإعياء والتعب؛ حيث انتشرت الصورة الإنسانية بسرعة لافتة بين المتابعين؛ لتحظى بإشادات واسعة، وبخاصة مع التركيز على الرحمة التي يتعامل بها رجال الأمن مع الحجاج وبخاصة المسنين منهم فيظل ارتفاع درجات الحرارة.

حمل المسنين

ولفت رجل الأمن السعودي ماجد علي الحكمي، أنظار الجميع إليه في وقت سابق، حينما انتشرت له صورة مؤثرة وهو يحمل أحد الحجاج المسنين بسبب عدم قدرته على تحمل مشقة أداء الفريضة.

وروى ماجد الحكمي قصة الصورة الأكثر تأثيرًا والمتداولة على نطاق واسع قائلًا: "في يوم عرفة رأيت من مسافة حاجًّا مُسنًّا لا يستطيع المشي، يجلس ثم يقف، فاتجهت نحوه وسألته هل تشكو من شيء؟ ماذا يؤلمك؟ وكان يرد عليّ بلغة الأوردو ولا أفهمه؛ لكني أسمع أنينه، وكان يتألم، سقيته ماء وغسلت رأسه"، وتابع: "خشيت أن يكون قد داس على شيء حاد أو زجاجة، فنزلت لأفحص قدمه وكانت ترتجف، لا تحمله؛ فخفت عليه أن يسقط، واعتبرته مثل والدي؛ فأبلغته بالإشارة.. وقلت له لا تخف أنا معك لن أتركك، مشيت معه وكان يسير ببطء، وطمأنته ثم أشرت له بأنني سأحمله وحملته، وكان يتحدث معي بعبارات أشعر بأنها مليئة بالشكر والدعوات؛ فأبتسم له وأنا أحمله حتى لا يحسّ أنه ضايقني أو كلّف عليّ، وكنت أحتسب الأجر من الله".

الرفق بالأطفال

وأيضًا وبنفس الطريقة، تَحَولت صورة لرجل أمن يحمل طفلًا في الحج قبل أعوام إلى حديث الجميع، بعدما تناقلتها وسائل الإعلام على نطاق واسع؛ حيث ظهر رجل أمن من القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة وهو يحمل طفلًا فقده ذووه في الحرم المكي الشريف؛ في حين ظهر بجانبه زملاؤه وهم يداعبون الطفل لخلق جو من الفرح والسرور حتى يتم العثور على ذويه.

وفي صورة أخرى، ظهر رجل أمن وهو يداعب طفلًا ويرفعه بالقرب من الكعبة المشرفة لتقبيلها، وحتى يحصل الصغير على نظرة عن قرب لبيت الله الحرام، ولتظل تلك الصورة عالقة في ذهنه لسنوات طويلة.

احتضان حاج

وفي مشهد يفطر القلوب، ظهر حاج تركي وهو يحتضن رجل أمن سعودي من القائمين على أمن الحرم المكي، ويجهش بالبكاء؛ في حين يحتويه رجل الأمن ويهدئ من روعه؛ مشيرًا إلى أنه لم يكن يصدق أنه كان في المسجد الحرام، وهذا ما دفعه للبكاء؛ في حين كان رجل الأمن يربط على رأسه.

وذكر الحاج التركي المُسِن، أنه لم يتمالك نفسه، حينما رأى أمامه الكعبة المشرفة وجلالها، وهو يراها لأول مرة في حياته، والناس يطوفون حولها وهو يقف وسط المسجد الحرام بعد سنوات من السعي وراء ذلك؛ مشيرًا إلى أنه حينما شاهد رجل الأمن ينظر إليه مبتسمًا لم يتمالك نفسه وبكى وهو يحتضنه.

الخدمة رغم المرض

وقبل سنوات انتشرت على وسائل الإعلام قصة يحيى الزهراني، رئيس الرقباء بقوة أمن المنشآت بمشعر مزدلفة، الذي أصر على مواصلة العمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام؛ وذلك على الرغم إصـابته بكسر في يده أثناء عمله.

ووقتها قال الزهراني إن خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتوفير سبل الراحة لهم؛ هي ما يسعى إليها رجال الأمن وكل العاملين من مختلف القطاعات الحكومية والخدمة خلال موسم الحج، وتابع أن "قيادة المملكة أكدت على جميع العاملين في خدمة الحجاج، بذل أقصى الجهود لخدمة ضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى البلاد وحتى مغادرتهم؛ لذلك أصر على إكمال المهمة ابتغاءً للأجر والمثوبة من عند الله".

وفي موقف آخر، انتشرت صورة تُوَثق مشهدًا إنسانيًّا ظهر فيه تحامل رجل أمن على إصابة في قدمه تعرض لها في المشاعر المقدسة قبل يومين، راجيًا الثواب؛ حيث وقف على عكاز؛ لتنظيم الحجاج ورش الماء البارد عليهم أثناء توجههم لرمي الجمرات.

صورة الحج

وقادت موجات الحر رجال الأمن لرش الماء للتبريد على الحجاج، ومن أشهرها صورة التقطها الزميل المصور فايز الزيادي في حج عام 2014 لأحد منسوبي قوات الطوارئ الخاصة وهو يبتكر طريقة جميلة تَمثلت في عمل ثقوب صغيرة لغطاء قارورة الماء ثم يرش الماء على رؤوس الحجاج، وكلما نفذ الماء من القارورة استبدلها بأخرى ولكن بنفس الغطاء، وساهمت هذه المبادرة في التبريد على الحجاج، وعكس صورة جميلة لعفوية وكرم المواطن السعودية و"غريزة" خدمته لضيوف الرحمن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org