أصدرت هيئة المواصفات والمقاييس، مواصفة فنية تختصّ بخصائص وطرق الاختبار المطبقة على المنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل.
جاء ذلك كثمرة لمبادرة قدّمتها باحثة سعودية، هدفت من خلالها إلى التقليل من عدائية الأكياس البلاستيكية، والتي بيّنت الدراسات أن السعودية من أكثر دول العالم استهلاكاً لها.
وقالت الباحثة غادة الكليب: "قمت بعمل دراسة عن أضرار الأكياس البلاستيكية استغرقت سنتين، وخلال هذه الفترة أصدرت كتاباً يحتوي على إحصائيات دولية ومحلية وتجارب الدول مع الأكياس، كما قمت بعمل فيلم وثائقي مدته دقيقتان؛ وذلك لعرضه على المسؤولين والجهات؛ لإيضاح خطر هذه الأكياس".
وأضافت: "أشارت الدراسات إلى أن المملكة تستهلك أكثر من مليون طن من الأكياس البلاستيكية سنوياً، حيث تشكل نسبة تصل إلى ٨% من حجم النفايات في المملكة، كما أن استهلاك الأكياس البلاستيكية يزداد بشكل سنوي، وتُعتبر السعودية من أكثر دول العالم استخداماً لها".
وأردفت: "تشير الإحصائيات إلى أن معدل استهلاك الفرد السعودي للأكياس البلاستيكية يفوق معدل الاستهلاك العالمي بشكل كبير جداً، كما أن هذه الأكياس تسببت في نفوق الكثير من الحيوانات في المملكة مثل سلالات من الخيول الأصيلة وحيوان المها العربي والجمال، وكذلك فصائل نادرة من الطيور البحرية والأسماك، كما أنها تقتل النباتات وتمنع وصول الأمطار للتربة، مما يساهم في زيادة رقعة التصحر في المملكة، كما أنها تشوّه المتنزهات والحدائق العامة والأماكن السياحية، بالإضافة إلى ما تسببه من تكلفة اقتصادية على الدولة، حيث تحتاج إلى أيدٍ عاملة بشكل كبير جداً؛ وذلك لجمعها".
وتابعت: "من أضرارها كذلك أنها تغلق فتحات الصرف الصحي في الشوارع، وتتسبب في غرق هذه الشوارع وقت هطول الأمطار، بينما صعوبة تدويرها فاقم من حجم هذه المشكلة، حيث إن نسبة تدوير الأكياس البلاستيكية أقل من 1% على مستوى العالم".
وقالت الباحثة "الكليب": "توجهت بالدراسة إلى هيئة المواصفات والمقاييس؛ وذلك لوضع تنظيم يحلّ هذه الآفة الفتاكة، وقمت بالعمل مع الفريق الفني في الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس لمدة سنة كاملة، وصدرت مواصفة فنية تقلل من عدائية هذه الأكياس للبيئة، وتجعلها أكثر صداقة للبيئة".
وأضافت: "تلزم هذه المواصفة جميع المصانع بتصنيع أكياس صديقة للبيئة، بعد ذلك تواصلت مع عدة شركات في المملكة؛ وذلك لإقناعهم ليكونوا مبادرين؛ وذلك خدمة لوطنهم وبيئتهم، حيث بادرت عدة شركات كبرى، وتولّت استبدال أكياسهم إلى أكياس صديقة للبيئة، كما ستنضم شركات أخرى للمبادرة خلال الأيام القادمة".
وأردفت: "أعمل حالياً مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؛ وذلك لنشر الوعي عن مخاطر الأكياس وضرورة العمل على وجود بدائل صديقة للبيئة، ونطمح من خلال هذا العمل إلى أن تكون الرياض من المدن المصاحبة للبيئة والمستدامة عالمياً، وذلك تماشياً مع التحول الاقتصادي ورؤية ٢٠٣٠م".