على الرغم من تحقيق الكثير من المطربين ولاعبي كرة القدم النجاح الكبير في مجالاتهم إلا أن حلم التمثيل ظل يطرق باب أحلامهم بين الحين والآخر؛ ليدفعهم إلى تجربة مختلفة كليًّا، تختلف نتائجها من شخص لآخر؛ إذ يزخر التاريخ بأسماء مطربين ولاعبين، اتجهوا لتجربة التمثيل، وحقق بعضهم نجاحًا كبيرًا، في حين لم يحظَ آخرون إلا بنقطة سوداء في حياتهم المهنية.
ويتمثل سر هذا الإقبال على التمثيل من قِبل المطربين ولاعبي الكرة في أنه يترك بصمة لا يتم محوها بسهولة، وخصوصًا بالنسبة للأعمال السينمائية والدرامية التي توثق العاملين فيها حتى بعد سنوات طويلة في المستقبل.
وكان آخر المنضمين إلى قوائم الباحثين عن النجاح في مجال التمثيل النجم الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب باريس سان جيرمان الحالي، الذي قرر خوض تجربة جديدة في حياته بالموافقة على المشاركة في عمل تلفزيوني من خلال التلفزيون الوطني ببلاده، وهو الجزء الثاني من مسلسل "الحماة"، الذي تم تصوير جزء منه في العاصمة الفرنسية باريس، كما تم تصوير الكثير من حلقات المسلسل في "بوينس إيرس" في الأرجنتين.
وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية فإن "ميسي" سوف يظهر فقط كضيف شرف في المسلسل الكوميدي الذي يتحدث عن وكلاء اللاعبين في كرة القدم.
ولم يكن ميسي هو الأول في تاريخ نجوم الكرة الذين اتجهوا إلى التمثيل؛ إذ سبقه إلى ذلك العديد من الأسماء، أبرزهم أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه، الذي ظهر في فيلم سينمائي بعنوان "الهروب إلى النصر"، الذي جمعه بنجم الأكشن الشهير "سلفستر ستالون" عام 1981.
أما اللاعب الفرنسي إيريك كانتونا فقد قرر ترك كرة القدم في سن صغيرة، والدخول في عالم الفن ممثلاً، وكان فيلم "إليزابيث" الذي يحكي قصة حياة ملكة إنجلترا أشهر مشاركاته السينمائية بجانب 17 فيلمًا آخر، وبأدوار متنوعة، أظهرت براعة المهاجم الفرنسي الكبير في التمثيل.
وشارك نجم الكرة الإنجليزية ديفيد بيكام بأدوار صغيرة كضيف شرف في عدد من الأفلام، كان أبرزها فيلم "قوول" للمخرج داني كانون.
وشارك الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد السابق، في فيلم أُنتج عام 2007، وهو الفيلم الكوميدي الفرنسي ASTERIX AT THE OLYMPIC GAMES؛ إذ ظهر النجم الفرنسي في مشهد مرتديًا ملابس الفراعنة بمظهر يثير الدهشة مع كُحل سميك في عينيه، وقام بمداعبة الكرة بتلك الملابس.
وخاض اللاعب الدولي السابق سعيد العويران تجربة التمثيل من خلال ظهوره في مشهد من مسلسل "أبو الملايين" على شاشة mbc 1 قبل سنوات عدة مع ناصر القصبي والراحل عبدالحسين عبدالرضا.
وفيما يخص نجوم الغناء المتجهين إلى التمثيل فقد أعلن المطرب خالد عبدالرحمن أنه يعمل على فيلم جديد من بطولته بعد مسلسل "ضرب الرمل"، العمل الدرامي السعودي الضخم الذي ضم مجموعة من أبرز نجوم الفن، وهو عمل مأخوذ من ثلاثية "ضرب الرمل" للروائي محمد المزيني، التي تدون تحولات المجتمع السعودي خلال ثلاثة أجيال منذ عام 1956، مرورًا بثمانينيات القرن الماضي، وانتهاء بالعصر الحديث.
وقبل فترة وجيزة فوجئ جمهور الفنان محمد عبده بأنه خاض تجربة التمثيل أيضًا في شبابه؛ إذ تم تداول مقطع فيديو من مسلسل قديم بالأبيض والأسود، يحمل اسم "أغانٍ في بحر الأماني"، ظهر فيه "فنان العرب" وهو يقدم مشهدًا تمثيليًّا ببراعة شديدة؛ ما دفع الجمهور للتساؤل عن أسباب ابتعاد محمد عبده عن مجال التمثيل، وعدم خوض هذه التجربة مرة أخرى.
وكذلك فإن الفنان الراحل طلال مداح، الذي كان من أوائل الفنانين الذين ساهموا في نشر الأغنية السعودية خارج السعودية، قدم بعض المشاركات التمثيلية؛ إذ شارك في "شارع الضباب" من إخراج سيد طنطاوي، وشاركه في البطولة الفنانة صباح والفنان رشيد علامة، وكذلك مسلسل "الأصيل" من إنتاج التلفزيون السعودي عام 1973، وتأليف لطفي زيني، وحوار فهيم القاضي، ومثّل معه حسن دردير ولطفي زيني ورجاء صادق، ومن إخراج نور الدمرداش.
أما ظاهرة اتجاه نجمات الطرب إلى التمثيل فهي ليست جديدة؛ إذ اتجهت الكثيرات من مطربات زمن الفن الجميل إلى السينما، وقدمن مجموعة ناجحة من أهم وأشهر الأفلام، منهن كوكب الشرق الفنانة "أم كلثوم"، التي خاضت مجال التمثيل ست مرات في أفلام "وداد"، و"نشيد الأمل"، و"دنانير"، و"أوبرا عايدة"، و"سلامة"، و"فاطمة"، وكذلك الفنان عبدالحليم حافظ الذي قدم 19 فيلمًا منها: أبي فوق الشجرة، لحن الوفاء، حكاية حب، معبودة الجماهير، الخطايا، قاضي الغرام، يوم من عمري، البنات والصيف، شارع الحب، حكاية الحب، الوسادة الخالية وبنات اليوم.
وكذلك فريد الأطرش الذي شارك في عشرات الأفلام، منها: آخر كدبة، أحبك أنت، أحلام الشباب، أنت حبيبي، الحب الكبير وإزاي أنساك.