ندوة "حوار الأديان" بأستراليا.. دعوة للتسامح ومواجهة للإسلاموفوبيا

أكدت دور رجال الدين في تعزيز الوحدة وإزالة المفاهيم الخاطئة
ندوة "حوار الأديان" بأستراليا.. دعوة للتسامح ومواجهة للإسلاموفوبيا

وجهت قيادات وشخصيات دينية وسياسية أسترالية، نداءً بالتزام التسامح الديني ومواجهة الإسلاموفوبيا، ورأت أن أستراليا ستواجه أزمة وطنية محورها الإسلاموفوبيا، إذا لم يتم العمل لإيقاف التمييز والتعصب العنصري.

جاء ذلك خلال ندوة "حوار الأديان" الحادية عشرة التي نظّمتها مجموعة "الحوار بين الثقافات والحضارات" في سيدني يوم أمس، وتَحَدّث فيها كل من مفتي عام أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد، ورئيس الكنيسة الأنغلكانية غراهام واتكنز، ورئيسة المجلس البوذي جويس توب، إضافة إلى النائب الفيدرالي الأسترالي طوني بورك، بحضور شخصيات دينية وبرلمانية وسياسية واجتماعية تمثّل الجاليات متعددة الثقافات والحضارات بأستراليا.

وشدد المتحدثون في الندوة على مواجهة ظواهر الإسلاموفوبيا، وعلى الدور الذي يمكن أن يؤديه رجال الدين والسياسيون وقيادات المجتمع في تعزيز الوحدة والحوار؛ مركزين على أهمية مواجهة التعصب والتطرف في المجتمع، والعمل من أجل نقل الحقائق وإزالة المفاهيم الخاطئة عن المعتقدات الدينية، وتعزيز فرص التعاون ومد الجسور بين الثقافات واتباع الديانات المختلفة.

وأكد مفتي القارة الأسترالية في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال الندوة، على ضرورة مواجهة تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا قائلاً: "الخوف كل الخوف من أن تتحول الكراهية والعنصرية من ظاهرة إلى أيديولوجية؛ فتقع الإنسانية كلها في براثن نوعين من الجنون؛ جنون الإرهاب من ناحية، وجنون الكراهية والعنصرية من ناحية أخرى".

وشدد المفتي على أن القيم الحضارية والدينية هي مدخل وسبيل لتحقيق مزيد من التفاهم بين مكونات المجتمع؛ لتظل أستراليا رائدة في التناغم الحضاري والانسجام المجتمعي، وأننا معاً سنتجاوز كل دعوات التعصب والعنصرية والكراهية وبوحدتنا يمكننا أيضاً أن نبني مستقبلاً مشرقاً لأجيالنا القادمة، وأن نجعل من أستراليا وطناً رائداً في صناعة المحبة والسلام.

وأكد النائب الأسترالي ووزير الظل الفيدرالي للتعددية الحضارية طوني بورك، على تمتع أستراليا بمزايا التصالح والتسامح مع قضايا العرق والدين، واحترام حرية التعبير والمعتقد التي تعتبر من أهم ميزات المجتمع الأسترالي متعدد الثقافات.

وبيّن رئيس المجموعة خضر صالح، أن التسامح فضيلة وقيمة عُليا تساعد على نشر ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف في المجتمع الأسترالي، التي تُشَكّل الحضارات والثقافات والأديان أهم جوانبها.

يُذكر أن واحدة من أكبر الدراسات التي أُجريت أخيراً حول العنصرية والتعصب في أستراليا؛ وجدت أن واحداً من خمسة أستراليين، اختبروا التمييز العنصري خلال العام الماضي، وأشارت الدراسة التي أجراها البروفسور كيفين دان من جامعة غرب سيدني والتي أوضحت أن نسبة 60% من المسلمين الأستراليين غالبيتهم من النساء المحجبات يواجهون تمييزاً عنصرياً، وأكدت أن الارتفاع المتزايد في نسبة التمييز العنصري ضد المسلمين بأستراليا خلال السنوات العشر الأخيرة، أصبح مشكلة ملحّة يجب النظر إلى إيجاد حل لها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org