يأتي الإعلان عن تسيير رحلات جوية من دبي إلى مدينة نيوم المستقبلية في يونيو المقبل، كحقبة جديدة للمشروع السعودي الرائد؛ حيث تصبو الشراكة بين نيوم والخطوط الجوية السعودية إلى إتاحة إمكانية وصول 40% من سكان الكرة الأرضية إلى المدينة في 4 ساعات فقط.
موقع فائق التميز، يجعل من نيوم الوجهة الأسهل وصولاً بالعالم، عبر بقعة رائعة تقع في مفترق قارات العالم، لتصنع مزيجاً بين التراث والمستقبل، وتحفر اسمها كقوة ناعمة سعودية، تمثل المعيشة المستدامة والتفوق التقني، ووجهة سياحية هي الأبرد بين دول الخليج مع سواحل زرقاء ورمال ذهبية على البحر الأحمر، ومدينة توفر للمقيمين فيها وزوارها طاقة متجددة 100%.
اللافت في تلك المدينة المستقبلية، أنها بمثابة بقعة مضيئة يمكن من خلالها تمرير العديد من الأفكار عن ثقافة المملكة الأصيلة؛ كونها ستكون منطقة تجارية بامتياز ما يعيد سنوات العرب الأولى وطريقتهم في نقل الثقافة والعادات عبر الرحلات التجارية.
وبالفعل، يرفع المشروع الرائد شعار "لا حدود لطموح ورؤية نيوم، فالثقافة والترفيه يحظيان باهتمام خاص"، إذ يخطط المشروع لإحداث تحوّل كبير عبر دمج التقنيات المبتكرة من جميع أنحاء العالم، وإضافة طابع حسّي يجعل من نيوم أعجوبة تتصدر العالم بمثاليتها في المستقبل.
ويعد الحفاظ على البيئة والاستدامة ركنين أساسيين يوفرهما تحدي إنشاء نيوم، ففي العام 2020، أعلنت شركة "نيوم" تدشين مشروع بقيمة خمسة مليارات دولار لبناء منشأة لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة، وتصديره إلى السوق العالمية، كحل مستدام لقطاع النقل العالمي ولمواجهة تحديات التغير المناخي.
وعلّق موقع وكالة "بلومبرج" الاقتصادية على هذا المشروع الرائد، قائلاً إن المملكة ترغب في أن تكون أكبر مصدر للهيدروجين في العالم وتشير إلى أن هذا الوقود أقل تلويثاً من النفط والغاز الطبيعي والفحم.
وتتوقع الوكالة أن تصل قيمة هذه السوق إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050 إذا تمكنت الشركات المصنعة من خفض التكاليف.
ونقلت الوكالة عن رئيس قطاع الطاقة في شركة نيوم السعودية، بيتر تيريوم، قوله إن كلاً من الولايات المتحدة وآسيا ستقبلان على صادرات الهيدروجين الأخضر من المملكة، كما قال إن الخطة الموضوعة ضخمة للغاية وتمنحك باستمرار تحديات غير معروفة.
"إنها مزيج من التراث وتقنية المستقبل".. هكذا وصفها موقع يورونيوز "نيوم"، مضيفاً: "نحن أمام مدينة تقود التغيير".
وأكمل الموقع وصفه للمدينة قائلاً "إن نيوم انطلقت من روعة الصحراء عبر مساحة تبلغ 26500 كيلومتر مربع تمتد لمسافة 460 كيلومتراً على طول ساحل البحر الأحمر في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، مما يوفر ملاذاً سكنياً مكتفياً ذاتياً مدعوماً بالكامل بالطاقة المتجددة".
وأبرزت صحيفة ديلي ميل البريطانية، هي الأخرى، أخبار الإعلان عن مشروع تروجينا الضخم داخل مدينة نيوم، بصفته وجهة رائعة للسفر، وسلطت الضوء على كونه وجهة جاذبة لمحبي التزلج على الجليد.
وعلقت الصحيفة على مزايا المشروع قائلة، إن هناك رؤية تتطلع للمستقبل، وتسعى لأن تكون السياحة الجبلية مصدراً يدعم التنويع الاقتصادي للمملكة مع الحفاظ على مواردها الطبيعية للأجيال المقبلة.
وأبرزت "ديلي ميل" تصريحاً للرئيس التنفيذي لنيوم، نظمي النصر، قال فيه: "إن تروجينا تمثل قيّم نيوم وخططها الجريئة كأرض تلتقي فيها الطبيعة والتقنيات المبتكرة معاً لتشكل تجربة عالمية فريدة من نوعها".
واعتبرت الصحيفة ذلك التطور الجديد عبر "تروجينا" بمثابة مساهمة كبيرة في تحقيق طموحات نيوم طويلة الأجل من خلال الالتزام بمبادئ الاستدامة واستخدام أحدث التقنيات والهندسة، عبر مختلف التخصصات لجعل نيوم عالماً شاملاً وجذاباً.
وسيجد الناظر إلى مشروع نيوم، أن الإدارة قسمت الأنشطة حسب مواسم السنة المختلفة، ففي جبال تروجينا، ستجد تنوعاً هائلاً للفعاليات على مدار العام.
وإذا كنت من محبي الرفاهية فيمكنك الزيارة في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر، وإن كنت من محبي موسم الشتاء، فلديك الفترة من ديسمبر حتى مارس، حيث التزلج على المنحدرات وفعاليات الموضة، أما إن كنت من هواة المغامرة فأنت على موعد مع عدة فعاليات مثل الطيران الشراعي والتسلق وركوب الدراجات بالجبال في الفترة من مارس إلى مايو، ثم من مايو حتى سبتمبر حيث موسم البحيرة الذي يحفل بمهرجانات الموسيقى والطعام والفعاليات الثقافية والعروض الفنية.
والتقسيم حسب الموسم ونوعية الفعاليات، هو عامل جذب كبير، يُكمل عاملين آخرين مهمين وهما سرعة الوصول إلى نيوم والذي لا يتخطى 4 ساعات من أي بقعة في العالم، والتواجد في تمركز العالم حيث المزيج الاستثنائي للثقافات.
ولذا يعد السفر إلى نيوم في المستقبل تجربة تجمع كل المزايا في رحلة واحدة، حيث تتشابك التقنية والثقافة والطبيعة في مكان واحد، وهنا يكمن أهمية الإعلان عن بدء تسيير رحلات طيران إلى نيوم، والبداية من دبي، فيما يجري التخطيط لتسيير رحلات من لندن قريباً.