
بإعلان تنصيب العماد ميشيل عون رئيساً للبنان، طويت 29 شهراً من أزمة الشغور الرئاسي بلبنان؛ فهل سيتمكن "العماد عون" من الخروج بلبنان من عنق زجاجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي يعيشها؟ وإلى أي مدى سيساهم شعور الكرسي الرئاسي في انقشاع سحابة الخلافات بين لبنان والخليج؟
يرى الكاتب والمحلل السياسي والمستشار الإعلامي مبارك آل عاتي أن لبنان باختيارها الكهل مشيل عون رئيساً للجمهورية؛ تكون قد طوت سنتين وخمسة أشهر من أزمة عطّلت الحياة السياسية والاجتماعية وتسببت في الانهيار الاقتصادي في البلاد، وأوصلت الحالة اللبنانية إلى وضع لم يعد محتملاً في الداخل ولا في الخارج أيضاً؛ خصوصاً أن لبنان أشبه بميدان الحرب بالوكالة بين القوى الإقليمية.
وقال لـ"سبق": يدلف عون إلى قصر بعبدا ليكون الرئيس الثالث عشر، وسط مطالب ملحّة بدينامية سياسية جديدة تؤلف ولا تفرّق، تحمي لبنان للبنانيين أنفسهم وليس للأطراف الإقليمية التي تستخدمه ورقة في ملفاتها.
وأضاف: لعل التوافق الواسع الذي مكّن من اختيار عون رئيساً للجمهورية المتناقضة أن يكون أيضاً متواجداً بين الأحزاب والكتل اللبنانية في تأليف الحكومة الجديدة التي كلّف بها سعد الحريري دون إقصاء لأحد؛ بحيث تشكّل حكومة وحدة وطنية حقيقية ودون وصاية إقليمية أو دولية.
وأشار إلى أن عون وهو يسير في حقل ألغام؛ عليه أن يوفق بين التزاماته التي تَعَهّد بها لبعض الأحزاب وبين مصلحة لبنان وعروبته؛ حيث يؤخذ عليه أنه يدعم سلاح "حزب الله" في الداخل كمقاومة؛ مما يعني أنه سيضفي الشرعية على ذلك السلاح، ويخشى أن يكون ذلك التزاماً سيكون متواجداً في الميدان؛ مما قد يعني أيضاً سماحه بل ودعمه لقتال "حزب الله" في سوريا وهو يعتبر خطاً أحمر لن يسمح به محيطه العربي.
وأردف الكاتب السياسي "آل عاتي" أيضاً الانفراج السياسي في الداخل اللبناني سيعتمد أيضاً على مستوى أداء عون من خلال سرعة الحريري في تشكيل حكومته دون اصطدامها بوعد "حزب الله" لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم تشكيل حكومة إلا إذا نالت رضاه.
واعتبر أن (الصراع الدائر في سوريا، سلاح "حزب الله" وقتاله في الخارج، الأزمة المعيشية المتفاقمة) ملفات ساخنة تفاوتَ الرؤساء السابقون في التعامل معها؛ إلا أنها الآن أصبحت ذات تداعيات إقليمية توجب حسمها لحماية الدولة اللبنانية واستمرارها.
وعلى صعيد آخر أعرب السفير اللبناني في المملكة عبدالستار عيسى، عن تفاؤله باختيار سعد الحريري رئيساً للوزراء، وتَوَقّع في حديثه لقناة "روتانا خليجية" أن يُتم الحريري تشكيل حكومة قبل عيد الاستقلال في 22 الشهر نوفمبر الجاري؛ لا سيما أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية، وسياسية مؤسسات فاعلة، وحركة دستورية فعلية متكاملة في البلد.
وربط السفير اللبناني -بحسب تصريح "الحريري"- بين انتهاء أزمة الشغور الرئاسي بلبنان، وانقشاع سحابة الخلافات بين لبنان والخليج.