آخر مرة سمعت فيها عن المجالس البلدية قبل عام تقريبًا عندما كان هناك انتخابات لهذه المجالس، ووعود وتحركات للمرشحين، وزيارات من بعضهم لعدد من المحال والأحياء.. وبعد انتهاء الانتخابات بدأت فترة البيات الشتوي والصيفي التي ستتكرر أربع مرات كل فصل إلى أن يحين موعد الانتخابات المقبلة!
لم نسمع ولم نقرأ عن أي نشاط للأعضاء بالرغم من أن مجال عملهم واسع، ويشمل جميع الأنشطة البلدية والمخالفات.. كما أن هذه المجالس تكليف وليست تشريفًا؛ فالمفترض أن نقرأ يوميًّا ما يثلج صدر المواطن من جهود ومخاطبات للبلديات بخصوص الطرق والمحالومشاكلها، والمباني وغيرها.. والنشر عن أبرز ما تم حله من مخالفات عن طريقهم، ولكن لا نسمع لهم صوتًا ولا همسًا، وكأن لسان حالهم يقول "موعدنا في الانتخابات المقبلة"!
وضع هذه المجالس يتطلب متابعة مستمرة، ومراقبة، والرد على الاستفسارات نظرًا لارتباطها بحياة الناس وهمومهم.. فالشوارع داخل الأحياء ومشاكلها منمهامهم، ومخططات المباني ونزع الملكيات من مهامهم، وشروط وضوابط البناء من مهامهم، والشروط والمعايير المتعلقة بالصحة العامة من مهامهم، وإنشاء البلديات الفرعية ومكاتب الخدمات من مهامهم، واقتراح الخطط والبرامج البلدية وأولوياتها من مهامهم.. وغيرها كثير الذي لا يتسع المجال لحصره، ولكن.. أتذكر قبل عام بعد انتهاء الانتخابات تحركت إحدى العضوات المنتخبة، وزارت بعض الأحياء، وبعدها لم نرَ شيئًا!
عدد المجالس في السعودية 284 مجلسًا بلديًّا. وهذه المجالس ذات شخصية اعتبارية، واستقلال مالي وإداري، وترتبط تنظيميًّا بوزير الشؤون البلدية والقروية، وتمارس سلطة التقرير والمراقبة على البلديات.. ومن اختصاصاتهم تنظيم لقاءات دورية مع المواطنين، وتسهيل التواصل معـهم، وتلقي شـكاواهم واقتراحاتهم حيـال الخدمات البلدية. ربما خانتني الذاكرة، هل سمعتم شيئًا عن جهود المجالس؟.. دعونا نقول: هل تتذكرون المجالس البلدية؟!