هل ستعود الحياة إلى طبيعتها؟.. كاتب سعودي يقدم إجابة قد تدهش كثيرين

الكاتب الصحفي حسين شبكشي

الكاتب الصحفي حسين شبكشي

يجيب الكاتب الصحفي حسين شبكشي على السؤال الذي يؤرق الكثيرين في السعودية وهو: هل فعلًا ستعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت عليه قبل جائحة كورونا؟ وذلك بعد إعلان وزارة الداخلية السعودية عن انتهاء الاحترازات الوقائية الخاصة بالجائحة.. ويقدم الكاتب إجابة قد تدهش الكثيرين.

السعوديون استبشروا بهذا الخبر

وفي مقاله "ودعوا كورونا!" بصحيفة "عكاظ"، يقول شبكشي: "ما إن أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن انتهاء الاحترازات الوقائية الخاصة بجائحة كوفيد 19، وبالتالي عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، وإزالة آثار وعلامات التباعد من أوجه الحياة العامة، وعودة الأنشطة بكافة طاقاتها الاستيعابية؛ حتى استبشر السعوديون بهذا الخبر وانتشروا وتناقلوا الأخبار ببهجة وسعادة بالغة؛ لأنها كانت إشارة مهمة جدًّا إلى نهاية فترة كئيبة وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد طول انتظار وطول رجاء. ويحق للسعوديين أن يفتخروا بتجربتهم مع هذه المحنة والامتحان الصعب في مواجهة جائحة عالمية لم ترحم أحدًا، تمكنوا فيها من أن يكونوا مضربًا للأمثال باستحداث منظومة متكاملة للتعامل مع جائحة غامضة فتاكة ومدمرة.. وهي تجربة تستحق الدراسة والتكرار في مجالات أخرى؛ لأنها لا تقدم فقط حلًّا صحيًّا وطبيًّا وإداريًّا؛ ولكنها كانت منهجية متكاملة في التعامل مع الأزمات والطوارئ بشكل عملي وفعال".

لن نعود لما كنا عليه

وفي إجابته المدهشة على السؤال الذي يؤرق الكثيرين، لا يعتقد "شبكشي" أننا سنعود لما كنا عليه، ويقول: "سألني أحد الأصدقاء إذا كانت الحياة ستعود فعلًا إلى طبيعتها كما كانت؟ فكرت في الإجابة عليه مليًّا وقلت له: لا أعتقد أننا سنعود كما كنا عليه، فقد اكتسبنا العديد من الطبائع والاحتياطات الشخصية التي ستبقى معنا، ستتغير منهجية السلام والتقبيل والمصافحة؛ لتصبح أكثر حذرًا وحيطة، وتصبح هناك بالتالي مساحة آمنة بين الأطراف في مقابلاتهم الاجتماعية، ويكون بالتالي التباعد الاجتماعي أمرًا واقعًا من باب الحذر وليس من باب التعود فقط.. هناك من سيختار الإبقاء على الكمامة بعد أن تعوّد عليها واعتبرها حائط صد للفيروسات والبكتريا، وهي مسألة لا يمكن إغفال استمرار حدوثها مع التحذيرات المستمرة من أجهزة الجهات المختصة في ذلك الأمر".

ماذا اكتسبنا من أيام كورونا؟

ويرصد "شبكشي" بعضًا مما اكتسبناه أيام جائحة كورونا، ويقول: "الحياة عادت إلى طبيعتها كما تمنى ورغب الجميع في ذلك؛ ولكن هناك مكتسبات ستبقى معنا وستمارس من باب التعود والحذر والوقاية، وسيكون ذلك مرئيًّا في مجالات العمل والمناسبات الاجتماعية والسفر والتنقل".

التجربة السعودية فيها العبر والدروس

ويضيف الكاتب: "التجربة السعودية فيها الكثير من العبر والدروس المفيدة التي من الممكن أن تتكرر في تجارب مختلفة؛ فاليوم أصبحت هناك تجربة سعودية قابلة للتصدير للغير؛ لأن الاستفادة التي تمت على الصعيد السعودي ليست فقط في القطاع الطبي؛ ولكن في إدارة المناسبات والتعليم والعمل والمناسبات الدينية كانت تجربة شاملة وكاملة متنوعة وغزيرة".

شخصية ما بعد كورونا

ويُنهي "شبكشي" قائلًا: "عادت الحياة إلى طبيعتها بفرحة عارمة، والكل يهنئ بعضه بإتمام هذه المهمة بنجاح وتميز وتألق وتفوق على الصعيد الشعبي، وقبل ذلك على الصعيد الرسمي؛ ولكن -والحياة تعود إلى طبيعتها- يبقى السؤال: هل نحن سنعود أيضًا؟ أعتقد أن كورونا ستُبقي معنا الكثير من العادات الجديدة المكتسبة التي أصبحت جزءًا أساسيًّا من الشخصية الجديدة.. شخصية ما بعد كورونا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org