منذ إعلان 2030 وخطة التحول وشبابنا ينتظرون كل يوم خبراً مفرحاً أو قراراً يخصهم ويمنحهم الاهتمام، ويضعهم في قلب الرؤية وفي سلم الأولويات.. أُلغيت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واستُبدلت بهيئة للرياضة، ولم تنقل برامج رعاية الشباب لأي جهة.. ولم تُنشأ أي جهة تخصهم أو خطة تعمل وتتركز عليهم.. أين برامج الشباب وهيئتهم أو وزارتهم أو خطتهم؟ سؤال لن نجد له إجابة حالياً... والمتواجد الآن هي مراكز بسيطة وغير فاعلة، وترتكز على دعم رجال الأعمال الشباب أو فئات نخبوية وليس الشباب عامة أو أنشطة عشوائية وبعيدة عن تحقيق أي هدف استراتيجي وشامل.
الشباب كانوا يعانون ضعف البرامج سابقاً، ويعانون الآن ندرتها.. وكان الأمل تصحيح مسار رعاية الشباب وتطويره ودعمه وترقية الرئاسة، وليس إلغاءها والتركيز على مجال الرياضة فقط.
نريد أن نهتمّ بالصغار قبل أن يصلوا لمرحلة المراهقة، وبالمراهقين وحمايتهم وتطوير قدراتهم وتشجيعهم، وأن نرعى الشباب لأنهم هم قادة المستقبل ووزراؤه ومخترعوه ومثقفوه والقائمون عليه.. نريد أن نعمل ونثقف ليكون الشاب السعودي متميزاً بعلمه وثقافته وعمله، متحصناً ضد كل ما يهدده ويهدد أمن وطنه.. نريد ثقافة مجتمعية وتكاتفاً لتربية صالحة للجيل في ظل كل هذه الهجمات والمهددات وبرامج الانحراف وانتشار التفاهات.. نريد شباباً وفتيات يشرّفون الوطن أينما كانوا.. نريد أن يكون السعودي في المستقبل مخترعاً قائداً مبتكراً واعياً مثقفاً.. وأن يستطيع العيش بعيداً عن كل خطر صحي وأمني ومجتمعي.. نريد أن يرى العالم كله أن الشباب السعودي هو الأفضل والأميز.
كل هذا سيتحقق بإذن الله؛ ولكن نحتاج إلى وضع رؤية للشباب قابلة للتطبيق ومتوائمة مع الواقع والطموحات، وبعيدة عن الفلسفات والإحباطات وبالشراكة معهم.. ثم نحتاج تحديد جهة ترعاهم وتنفذ وتخطط لهم، وتنشر العمل المجتمعي لمصلحة برامجهم.
ونسأل الله أن يحفظ للوطن شبابه ومواطنيه وأمنه وقادته.