همسة في أذن "محمد بن سلمان"

همسة في أذن "محمد بن سلمان"

بما أن الشفافية هي روح الرؤية السعودية 2030؛ فسأعترف لسموكم الكريم بأنني كنت أخشى من وجودكم على رأس هرم الكثير من الخطط والأفكار والملفات التي تديرونها؛ سواء في وزارة الدفاع أو المجلس الوطني للاقتصاد والتنمية، ولعل أسباب خشيتي هي جهلي بالكثير من المعلومات حول شخصيتكم وفكركم ورؤيتكم. وحقيقة بُعدكم عن الإعلام، جعلت التخمينات تكثر والقصص تنسج؛ وبالتالي تولدت لديّ هذه النظرة؛ ولكن بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه لإعلان الرؤية السعودية 2030، وكذلك مقابلتكم مع قناة "العربية"؛ فقد تغيرت النظرة إلى ذهول واندهاش برؤيتكم وفكركم وقدرتكم على التعبير عن آرائكم.. وندعو الله العلي القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم ويجعل النجاح حليفكم.

وبما أن سموكم الكريم أكدتم على الشفافية ووعي المجتمع حيث قلتم: "نحن في مجتمع صعب إنك ما تكون شفاف"؛ فليسمح لي سموكم بأن أكون شفافاً معكم، وأطرح عليكم هاجساً يؤرقني وهي البطانة؛ فقرب البطانة من المسؤول ومسؤوليتها عن العمل والرأي والمشورة جعلتنا لعقود نرفع أيدينا كل جمعة وندعو لها بالصلاح والبركة. ومع الوقت تَشَكّلت لدينا نظرة مجتمعية بأن البطانة تنقل الواقع للمسؤول كما ينبغي وليس كما هو. من هي البطانة وكيف تَشَكّلت وما هي معايير اختيارها؟ لا نعلم؛ ولكن نعي وندرك أن مَن شَكّلها واختار عناصرها هو المسؤول؛ وبالتالي ينبغي ألا تكون البطانة هي الشماعة لكل إخفاق وفشل يتعرض له المسؤول مهما كان منصبه. وهذا يقودنا إلى وجه آخر حيث لفترة من الزمن تراوح كثير من المناصب التنفيذية ما بين أقاليم معينة دون غيرها، بالإضافة إلى علة الشللية والمحسوبية، بعيداً عن معيار الكفاءة والقدرة؛ مما ساهم في تعثر التنمية وتفاقم البيروقراطية وتضخم الفساد.

ندرك يا سمو الأمير عمق إيمانك بأهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ ولكن بودنا أن يكون هذا النهج عنواناً عريضاً وبنداً أساسياً لبرامج التحول الوطني، ويكون نهجاً مؤسسياً بموجبه يتم اختيار المسؤول على مرتكزات التخصص والمؤهل والتجربة الثرية، بعيداً عن مؤثرات الإقليم والعائلة والحظوة في كل مناصب الدولة.

قلتم يا سمو الأمير: "إن تحقيق هذه الرؤية لا بد أن يقوم كل مواطن بدوره لتحقيق هذه الرؤية التي تعتبر مصيرنا المشترك" بالتأكيد سنعمل كمواطنين؛ ولكن الذي يحقق أهداف الرؤية عملياً مَن يعمل في المناصب التنفيذية؛ لذا اختيار الأنسب والأكفأ والأفضل هو القادر على صناعة الفرق.

أما البطانة فسوف نستمر بالدعاء لها، وعلاوة على ذلك سنقوم بدورنا كشباب في هذا الجانب، ونكون ضمن بطانة المسؤول، وبتأثير أكبر عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم المشورة والرأي، وكذلك النقد والتصويب في حال الخلل، والتصفيق والتبجيل في حال الإنجاز والتميز. وأدعو سموكم الكريم بأن تشاركنا فضاء التقنية عبر حساب خاص لسموكم في "تويتر".

ولعلي أختم بالدعاء لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولسموكم الكريم بالتوفيق والبركة والصحة والعافية، وأن يُديم على البلاد والعباد نعيم الأمن والاستقرار والرخاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org