كتب شابٌ تعريفاً في حسابه بموقع "تويتر" بعبارات فخر تهز الأبدان وتجلب الأوهان، وتشعرنا بمخاطر هذا الزمان..
يقول: "يكفيني فخراً لن أفتخر بعده.. أنني قابلت ميسي"!
هي كلمات بسيطة، ولكنها تعبير عن واقع للبعض ومؤلمة للكثيرين.. ومثال على بعض الهمم السطحية والفخر المنكوس.
حينما ينتهي حلم شاب على أن يكون مشهوراً في "سناب شات" أو نجماً في برنامج قناة بلا قيم، أو مفحطاً معروفاً، أو تنتهي طموحاته وآماله عند أقدام اللاعبين، ونشاز بعض الفنانين، أو مجرد لقاء المشاهير... فهي قمة الضعف والوهن، ومستقبل التردي والسوء.
شبابنا يعيشون زماناً غريباً تسقط فيه القدوات الحسنة وتضعف، وتبرز فيه قدوات القشور وسوء الحضور. فأصبح اللاعب والفنان ونجم القنوات ومواقع التواصل هو القدوة، رغم أن الكثير منهم لا يصلح أبداً لهذه المهمة.
ومع الأسف فإن بعض شبابنا تأثر وانزوى وتبخر. وتحطمت أحلامه الكبيرة، وصار همه منذ يصبح حتى يمسي أن يفوز لاعبو كرة قدم لا يعرفونه ولا يقدمون له شيئاً، ولا يعلمون أنه مهتم بهم، بل ولا يهمهم ذلك إن علموا.. ويحصلون على الملايين، ويحصل هو على أمراض الضغط والسكر وتضييع الوقت فيما لا ينفع. أو تعيش الفتاة يومها وهي تتابع وتشجع شاباً أو فناناً أو ممثلاً يتمايل ويتغنج في قناة فضائحية، أو قناة تكذب وتدّعي الالتزام والمنهجية.. ومن المحزن أيضاً أن يكون السفهاء في مواقع التواصل هم المؤثرون، وهم من تستضيفهم القنوات باسم المواهب، وتشجعهم حتى يصبح طموحات شبابنا والمراهقين أن يكونوا مثلهم؛ ليجدوا الشهرة والاهتمام.
وإن من الحق أن نقول إن من تحدثنا عنهم هم البعض من شبابنا، وليس الكل، ولكن الأهم أن نتقن صناعة القدوات الإيجابية، ونعرف كيف نكافح القدوات السلبية، ونجعل المجتمع والشباب ووسائل الإعلام لديها الدراية والشعور بالمسؤولية تجاه هذه القضية، وذلك لن يحدث ما لم تتحرك الجهات المتخصصة والجمعيات ومؤسسات المجتمع نحو توعية وتثقيف الشباب، وصنع برامج هادفة لهمم عالية وطموحات كبيرة، تقودها قصص نجاح المبدعين، وبيئة حاضنة ورؤية ثاقبة يتشارك فيها الشباب، ويصنعون من خلالها فخراً لهم يتجاوز لقاء لاعب أو فنان، أو التعصب لنادٍ أو تقليد مشاهير سلبيين.