ما إن أُعلن تأسيس هيئة عامة للترفيه حتى استبشر الكثيرون؛ إذ يرون في هذه الهيئة ما يضفي لهم وعليهم البهجة والسرور والسعادة، وحتى تكون قوة ناعمة، تمنحهم باقات من التفاؤل، وتخفف عنهم الصور القاتمة الناجمة عما يحدث في الساحة السياسية من حروب وتشريد وقتل ودمار، ولمسايرة الدول المتقدمة التي تعتني بهذا الجانب، ومن بينها دولة مجاورة، يتهافت عليها الزوار والسياح من أصقاع العالم بغية المتعة البريئة من خلال البرامج المتنوعة والمواقع المنظمة والخدمات الراقية.. إلا أن الهيئة رغم مضي عام كامل لم يلمع في سمائها نجم ليبيّن عما تود تقديمه؛ فما زالت المعلومات والمشاريع يلفها الغموض، ويغلفها الضباب؛ إذ إنه ليس لديها موقعٌ إلكتروني متكامل عدا تصريحات مقتضبة على شكل تغريدات من رئيس الهيئة، يشير فيها إلى أن الهيئة تعتزم تنظيم المهرجانات والأنشطة التي يقوم بها القطاع الخاص، فيما ألمحت الهيئة إلى أنها ستكون معززة لنفسيات الذين يعانون الكآبة والملل بمراسلتها على الخاص؛ لتكون بمنزلة عيادة نفسية، تمنحهم جرعات من إناء السعادة.. فلم نقرأ استراتيجية مكتملة الأركان واضحة المعالم؛ ما يفسره البعض بأنها - أي هيئة الترفيه - ما زالت عصية على الفهم.
ومما يلاحَظ في أدوارها ومهامها التقاطع الواضح بينها وبين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ الأمر الذي يخلق علامات استفهام كبيرة، وأسئلة تتشظى وتتشتت، ومن ثم تعود لتشكِّل سؤالاً واحدًا: لِمَ لا تنضم هيئة الترفيه إلى الهيئة العامة للسياحة؛ لتصبح وزارة سياحة، ولاسيما أن السياحة صناعة بكل ما تعنيه من دلالات، فضلاً عن كون هيئة السياحة خطت خطوات حثيثة، ولديها رؤية واضحة واستراتيجية، وأهداف وأعمال وأنشطة؟ وما يرجح هذا المقترح وجود المسوغات الآتية:
هيئة الترفيه لم تحدِّد بعد رؤيتها رغم مضي عام كامل، وكل جهدها ينضوي في جمع شتات أنشطة لجهات أخرى.
التقاطع البيِّن بين أدوار الهيئة العامة للسياحة وهيئة الترفيه؛ ما يخلق ارتباكًا، يُضعف الوصول للهدف المنشود.
الأعمال المفترض أن تقوم بها "نزاهة" هي الأنشطة ذاتها التي تشرف عليها السياحة.
لا غضاضة في مراجعة بعض القرارات وتعديلها من منطلق المرونة وتلمُّس المصلحة العامة.. انسجامًا مع فلسفة جمع الأعواد بدلاً من تفريقها، ومن ثم ضعفها.
وتأسيسًا على ذلك فهيئة الترفيه – من وجهة نظري - لا لزوم لها، وانضمامها للهيئة العامة للسياحة؛ لتصبح "وزارة للسياحة"، هو الحل الأنسب والأنجع.