امتداداً للجهود المتسارعة، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تنمية مناطق المملكة، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم (الخميس)، أمراً ملكياً بإنشاء هيئة لتطوير الأحساء، وآخر بإنشاء هيئة لتطوير الطائف بناءً على ما رفعه ولي العهد في هذا الشأن، وعلى غرار إنشاء هيئات سابقة مثل، الهيئة الملكية لمدينة الرياض، والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وتطابقاً مع نفس أهدافها، يهدف قرار إنشاء الهيئتين الجديدتين إلى التطوير الشامل لمحافظتي الأحساء والطائف في المجالات الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والثقافية وإدارة البيئة وحمايتها وتوفير احتياجات المدينة من المرافق العامة والخدمات.
ومثلما ترتكز رؤية ولي العهد في تطوير المناطق والنهوض بها، على الاستغلال الأمثل لما تزخر به كل منطقة من مقومات طبيعية وجغرافية وثقافية وبيئية واقتصادية لم تكن مستغلة في السابق بالشكل الكافي والمطلوب، فإن محافظة الأحساء تمتلك مجموعة من المقومات المهمة، فمن ناحية الموقع الإستراتيجي تقع محافظة الأحساء جنوب شرق المملكة، وتُعد البوابة الشرقية للمملكة مع ثلاث دول خليجية هي: الإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، وتحظى بشواطئ على ساحل الخليج العربي تمتد إلى مسافة 150 كيلو مترًا، تضم في جزء منها ميناء العقير التاريخي، أقدم ميناء بحري للمملكة، الذي شهد ازدهاراً اقتصادياً واكب تأسيس المملكة، بعد إنشاء فروع للجمارك والجوازات به، وتشييد مستودعات للتخزين.
وتضم الأحساء مقومات اقتصادية كبيرة، فبها أكبر آبار النفط والغاز على مستوى المملكة، كما أنها تعتبر أكبر واحة زراعية، حيث تضم 3 ملايين نخلة، تنتج 120 ألف طن من التمور سنوياً، وتشتهر الأحساء بزراعة الفواكه والخضروات مثل، المشمش والموز والخوخ والبرتقال والتفاح، والبطاطس والباذنجان والقرع والفلفل الحار والبارد والبروكلي والقرنبيط والشمندر والقثاء والخيار، ما جعل منها واحة غذائية، ومن الناحية الإدارية، تشكل محافظة الأحساء نسبة 75 في المئة من مساحة المنطقة الشرقية وتضم 12 مدينة و29 بلدة و65 هجرة، وعلى الصعيد الثقافي، صنفت منظمة اليونسكو الأحساء عام 2018م أكبر واحة في العالم ضمن لائحتها لمواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي، ودخلت الأحساء موسوعة جنيس للأرقام القياسية في 8 أكتوبر 2020 كأكبر واحة نخيل في العالم.
ويستند حرص الأمير محمد بن سلمان في تطوير الأحساء مثل غيرها من مناطق المملكة إلى مبدأ استراتيجي، يتمثل في الاستثمار طويل المدى فيما تملكه من مقومات، فتطوير الأحساء بالاعتماد على ما يتوفر فيها من مقومات متنوعة، سينعكس في أحد مردوداته على أبناء الأحساء بتوفير الوظائف وتوفير الخدمات، والارتقاء بكل ما يتعلق بجودة الحياة؛ مما سيقلص من هجرة أبنائها إلى المدن الكبيرة، ويجسد مفهوم التنمية الشاملة بالنسبة لأبناء كل المناطق، الذي يتساوون في نيل حظوظهم من التنمية، كما سينعكس التطوير على اقتصاد المملكة في إيجاد أنشطة اقتصادية جديدة، وتنويع مصادر دخلها، وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة الناتج القومي لها.