"هيازع البارقي".. كفيف قَهَر البطالة منذ عمر الـ15 بسوق محايل الشعبي

يعرف السلع والنقود بلمسها.. ورسالته: "السعودية بلد خير شَمِّروا عن سواعدكم"
"هيازع البارقي".. كفيف قَهَر البطالة منذ عمر الـ15 بسوق محايل الشعبي

شَهِدت جنبات سوق محايل الشعبي على قصة ملهمة تجاوزت الـ6 عقود من الزمن، منذ أن كان عبارة عن صبول مكشوفة يضع الباعة فوقها البطانيات لوقايتهم من أشعة الشمس.

بداية القصة مع العم هيازع بن علي هيازع البارقي ذي الـ80 عامًا، الذي وُلد كفيفًا وقهر البطالة من عمر الـ15.

يقول العم هيازع: كان السوق يوم السبت فقط، والبيع والشراء فيه بالليل على ضوء الفوانيس والأتاريك؛ إلا أن محايل اليوم أصبحت الوجهة الثانية بعد جدة من حيث التجارة.

"ستون" عامًا قضاها يبيع ويشتري كل المستلزمات التراثية سواء للزينة للجنسين أو الأفراح أو الأواني الفخارية والنحاسية أو مستلزمات المواشي أو الزراعة أو الخزف الذي يصنعه بيده، والذي تتعدد استعمالاته بحسب الحاجة، بجانب بيعه أدوات الطرب مثل العود والطيران والطبول والزير.

وفي زاوية أخرى تبدو براديات الشنكو والطاجن المغربي والبرمة الجازانية وغيرها يتنقل بينها مُسميًا كل قطعة بمجرد لمسها ومحددًا سعرها.

بدأ بممارسة البيع والشراء منذ كان عمره 15 عامًا ويحتفظ بميزان قديم دُفِع له فيه 500 ريال ورفض بيعه بحجة كونه أول ميزان بدأ البيع والشراء به، ويحمل ذكريات جميلة يقول: لا يمكن أن أنسى معروف هذا الميزان، لم لا وبه كانت بداية طلب الرزق!

وعن الحركة الشرائية لتلك اللوازم والمعروضات التراثية، أبان بأن الإقبال عليها لا يزال كبيرًا، ويؤكد أن السعودية عظيمة بخيراتها بأمنها وأمانها ورزقها، ودعا الشباب العاطلين إلى أن ينفضوا غبار الكسل، ويُشمّروا عن سواعدهم؛ ففي كل شبر من هذا الوطن رزق وخير؛ فإن ذهبت للسهل جمعت مساويك الأراك، وإن صعدت الجبل وجدت مساويك البشام والمر والحطب، وإن سبرت أغوار الأودية بعت الأحجار! نعم الأحجار، وسرعان ما يُبرز أحجارًا يبيعها لزبائنها من داخل وخارج المنطقة، وتُستخدم في إعداد السمن البلدي والزبدة بعد وضعها معًا في إناء واحد ومن ثم غليها.

قصة كفاح سطرها العم "هيازع" سيخلدها التاريخ للناشئة.. يحظى جناحه في السوق الشعبي بإقبال من داخل المملكة ودول الخليج العربي وبعض الوفود الأوروبية التي عادة ما تُبدي إعجابها بالرجل وما يعرض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org