.. وتناقص أثرياء العالم!

.. وتناقص أثرياء العالم!

تم النشر في

الأغنياء في العالم أصبحوا أقل! تناقص عددهم عن ذي قبل، وقد تراجعت أرصدتهم؛ فتساقطوا من قائمة الأثرياء، وبدا أن اللقب اللذيذ قد غادرهم؛ وعليهم أن ينشطوا أكثر، ويبحثوا عن مصادر للدخل(!)؛ ليستعيدوا مكانتهم العالمية، ويدخلوا قائمة الأثرياء مجدداً؛ حتى لا يضطروا مثلاً لبيع طائراتهم الخاصة أو يخوتهم الثمينة!

لست بصدد دعوة الفقراء أو متوسطي الدخل ليحتفلوا ويقولوا (أحسن)؛ لأنهم لم يفلسوا ويصطفوا في طابور الفقراء حتى الآن على الأقل!! كما أن شؤونهم ورغدهم ورفاهيتهم لا تعنينا، لكنه خبر تناقلته وسائل الإعلام، ولفت الانتباه مؤخراً، خاصة بعنوان الخبر الذي ركز على تناقص أعداد الأثرياء العالمي فعلاً، والذي يُشعرك بأن الأزمة المالية العالمية بدأت تكوي الكبار أيضاً!

أما حين تدقق في الخبر فستجد أن شركة الأبحاث المستعرِضة للنِّسَب والأرصدة، التي قارنت الأعوام السابقة بهذا العاموهي تفحص عدد الملايين التي نقصت منهم، أفادت بأنهم (أي بعض الأغنياء) نزلوا عن درجات السلم المعد ليرتقوه ويحصلوا على اللقب الجميل بعد أن تبلغ ثروتهم: (30 مليون دولار بس!).

وهي بمدلولات اللغة قد تعني ثرياً صغيراً وثرياً كبيراً!! وتعني برأي المتفرجين أموالاً تشقي أصحابها وهم يتبارون في كسبها؛ ليخلعوا عليهم لقباً، يرون أنهم يستحقونهأكثر من غيرهم.

ويبقى الرأي السديد أن الله سبحانه وتعالى موزِّع الأرزاق، يبارك فيها أو يمحقها، كما أنه لا أحد بمعزل عن أقدار الله تعالى (كان نفع قارون أمواله!).

لذا لا بد من الاعتبار من تقلُّب الأحوالواقتناص فرص الخير قبل أن تضيع، أو حتى يضيع العمر كله.. وينتأ السؤال الذي يشعرك بالمرارة:

ما نصيب الفقراء المستحق من ثروات الأغنياء؟

لست أظن أن عيونهم الذابلة تتلصص على أرصدة الهوامير، وتراقب تضخمها الذي ينتفخ عادة على ظهورهم؛ لأنهم لن يستوعبوها حتى في أحلامهم!

كما لن أتساءل عن ثري أجنبي وما فعله للجمعيات الخيرية مثلاً في بلاده، وإلى مَن أوصى بثروته التي ربما تكون لكلبه المدلل - أعزكم الله -، الذي سيزيد دلاله طبعاً دون أن يعرف السبب!

لكنني أتساءل: ماذا فعل أثرياؤنا للوطن ولمحدودي الدخل؟ هذا السؤال الذي طُرح كثيراً، وتبعته أسئلة شتى عن دور أثرياء الوطن في التنمية، وعما قدموه في مجالَيْ التعليم والصحة.. وهل قدموا تيسيراً ما؛ ليحصل الضعفاء على سكن لائق؟

أين مبادراتهم، وتنافسهم في الأعمالالخيرية المؤثرة والمشاريع التي يُخطَّط لها، وتكون مستدامة، تنفع أكبر عدد من المستفيدين والمحتاجين؟.. والشباب أين هم من قائمة الاهتمامات المفترضة؟

كم ثرياً لدينا (ما شاء الله)؟ وكم مشروعاًإنسانياً خرج منهم؟

لا نقول إنهم لم يفعلوا شيئاً؛ فهناك نماذج مبهجة، لكن المأمول منهم أكثر..

وحين نتحدث عن الدافعية التي يجب أن تكون لدى الأثرياء في وطننا عن غيرهم من بلاد العالم، وقد اشتركوا في الإنسانية وحب الخير، فإنهم لا بد أن يتميزوا بالوازع الديني وما ينتظرهم من الأجر الكبير (إن كانوا حريصين طبعاً)، ودافعية وطنية (إن كانوا أيضاً حريصين) على أن يردوا الدَّين لهذه الأرض التي أنبتت ثرواتهم بفضل اللهأولاً وأخيراً.

المبتغى كبير.. إنه أكبر من ريالات توزَّع على مصطَّفين أمام باب ثري!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org