أولت الدولة السعودية منذ بواكير عهدها اهتمامًا ورعاية بحجاج بيت الله الحرام؛ فحرصت أشد الحرص على التيسير عليهم، والسهر على راحتهم، والاهتمام بسلامتهم وصحتهم.
وتكشف وثيقة تاريخية، ترجع إلى عام 1344هـ/ 1926م، التدابير الصحية التي اتخذتها إدارة الصحة العامة في موسم الحج؛ للحفاظ على صحة الحجاج وسلامتهم.
في الوثيقة التاريخية، التي يبلغ عمرها نحو 100 عام، ونشرتها صحيفة أم القرى في العدد رقم 76، يرد نص عدد من التدابير الصحية الخاصة بموسم الحج لذلك العام، بلغ عددها 8 تدابير ومواد.
وتشير المادة الأولى إلى توفير الدولة نقاط إسعاف في المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات. وتكون نقطة مزدلفة عبارة عن 6 خيم، و3 أزيار ماء، وما يلزم من أدوية وخدمة كافية. وفي عرفات 3 مراكز إسعاف، ويتألف كل مركز من 10 خيم، وطبيب وممرضَين.
ويرد في المادة الثانية أنه سيرسَل إلى عرفات 10 أزيار ماء، كما يُخصَّص 3 دواب و6 أوعية سقاية لنقل المياه. كما يُنضح بئر منى ويُنظَّف بالطرق الفنية، ويُملأ صافيًا.
وشددت إدارة الصحة العامة في المادة الثالثة على المطوفين بوجوب نقل وإيصال مرضاهم وموتاهم لأقرب نقطة إسعاف، وذلك كما يقضي عليهم واجبهم الإنساني.
وفي المادة الرابعة توضح "الصحة العامة" أنه سيُحفَر في منى من 20 إلى 30 حفرة كبيرة لأجل الأضحيات؛ وذلك حتى لا تتعفن الذبائح، وتُحدث أضرارًا بيئية؛ تُهدِّد صحة الحجاج.
وتلفت المادتان الخامسة والسادسة من التدابير إلى أنه سيُمَدُّ سلك الهاتف إلى منى، كما سيعمل الأطباء على فحص اللحوم والمآكل والمساكن في منى، ومصادرة اللحوم الرديئة؛ للحفاظ على صحة الحجاج.
وفي المادتين السابعة والثامنة تحدد "الصحة العامة" دور البلدية بجلب المواد الغذائية التي تُطلب منها، والقيام بأعمال الحفر اللازمة لمديرية الصحة، على أن تنفق المال اللازم لكل هذه الأعمال، وتعوض عنها من "المالية" بحسب المتبع والمعتاد.
وتشدد "الصحة العامة" في نهاية تلك الفقرة على وجوب التفاهم مع مديرية الأمن العام لتنظيم سير الحجاج، وطوافهم وسعيهم؛ وذلك لتفادي حرارة الشمس، والتدافع من كثرة الازدحام.