وزراء التحوُّل الوطني.. أنتم رائعون

وزراء التحوُّل الوطني.. أنتم رائعون

سعدت جداً كغيري من السعوديين؛ بل حتى المقيمين، بفكرة أن يتحدث الينا الوزراء عن خططهم وإستراتيجيتهم ودراساتهم، وأن نتواجه معهم، وأن نقول ما نريد ويردّون بما يرونه؛ لأنهم يملكون الصور الكاملة عن مشروع التحوُّل الوطني؛ اللبنة الأولى في انطلاقنا لـ "رؤية السعودية 2030".

اللافت في وثيقة التحوُّل الوطني، أن مرحلة التنفيذ بدأت حقيقة، وبدأت معها مؤشرات القياس التي تقيس الأداء بناءً على ما هو مخطط له. كل شيء قابل للقياس حقيقة بعد أكثر من خطة خمسية عاشها المواطنون بلا رقابه جادة، وبلا مؤشرات علمية واضحة ومحدّدة، التحوُّل الوطني جماله وأهميته في دقته ووضوحه بتسلسل زمني يؤدي بنا إلى 2020، ومن ثَم إلى الدولة السعودية الرابعة في 2030، هو أول مشروع سعودي حقيقي يقودنا إلى دولة مؤسساتية جديدة، وفي بلاد مترامية الأطراف، مثل السعودية، لا يمكن أن تعيش دون مؤشرات قياس لمعرفة أداء الدولة وطاقتها البشرية، ولا بد من مصادر دخل بديل تزحزح الدولة من مفهوم الدولة الأبوية الراعية في كل إنفاقها الذي عشنا عليه سنوات طويلة؛ لكن العالم يتغيّر والظروف لم تعد أبداً ملائمة للاستمرار، ومن هنا كان لطف الله أن سخّر لبلدنا دائماً وفي كل مراحله مَن يقوده الى ما يستحقه.

هذا فيما يتعلق بالجانب المتفائل من التحوُّل، هناك الجانب الرمادي أيضاً الذي لم يتلون بعد، وهو التحوُّل النفسي في تكوين موظف الدولة مثلاً الذي بات يعمل وفق مؤشرات قياس فجأة بعدما كانت الوظيفة بالنسبة إليه عملاً عشوائياً. هذا الموظف الذي اعتاد أن تكون الساعة بالنسبة إليه 3 ساعات من حيث الإنتاجية، أصبح يهدّد نجاح الوزير والوزارة والمجتمع إذا لم يتغيّر من خلال خطط حقيقية لدعم الموارد البشرية التي يقودها مشروع الملك سلمان لتطوير الموارد البشرية.

ومن المناطق الرمادية التي سيراها المواطن والتي سيفهم منها البعض أنها استهداف شخصي له مثل إلغاء الدعم عن النفط والمياه والكهرباء، بينما هي في أساسها مشروع بناء دولة مستدامة المصادر، لذلك سيبقى الأمر رمادياً ما لم يتم بناء مشروع إعلامي حقيقي تتحمّل وزارة الإعلام مسؤولية توضيح هذا التحوُّل من خلال الدراما، البرامج، الإنفوجرافيك، كي يستطيع المواطن فهم ما هو مقبل عليه.

ومن دون لف ودوران، يجب تسمية الأشياء بمسمياتها، ومنها أن نسبة الدَّين العام ستكون 30 % من ميزانية المملكة، وكيف يمكن تخفيض هذا الدَّين من خلال سلسلة من المشاريع المستدامة وبدائل الدخل.

لست مطبلاً ولا مزمراً لكل ما تقوم به الدولة، ولكني أريد مملكة أفضل لبناتي وأحفادي، أريد وطنا كغيري قادر على مجابهة التغيرات السياسية والاقتصادية الكبرى.

نظرة واحدة على نشرة الأخبار، ستعلم أننا نعيش في جغرافيا آمنة في قلب شرق أوسط تزلزله الأحداث السياسية.

التحول يجب أن يكون حقيقةً من الداخل إلى الخارج.. وهذا سيكون سرّ نجاحنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org