وزير الشؤون الإسلامية: عملنا في شأن اليمن من واجبات الوقت المتحتمة

خلال استقباله رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي في الجمهورية اليمنية
وزير الشؤون الإسلامية: عملنا في شأن اليمن من واجبات الوقت المتحتمة
تم النشر في

استقبل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، بمكتبه في الوزارة بالرياض أمس رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي في الجمهورية اليمنية، الشيخ عبدالرب صالح السلامي، وأعضاء الحركة.

 وفي بداية اللقاء، وجّه الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة إلى الحاضرين، قال في مستهلها: يسرني في هذا اليوم المبارك أن أرحب بأخي الكريم الشيخ عبدالرب السلامي، وجميع الإخوة من حركة النهضة، ونعبر لكم عن ترحيب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وترحيب برنامج التواصل مع علماء اليمن ممثلاً في الإخوة المشايخ أعضاء اللجنة التنفيذية وبأمانة البرنامج، وتنسيقية البرنامج في التعاون الكبير الذي تبدونه مع هذا البرنامج، ومع أهداف الحق والعدالة، والواجب التاريخي والديني والعقدي فـــــي هذه المرحلة، وأسأل الله جل وعلا لنا ولكم الإعانة والتوفيق، وأن يجعلنا وإياكم مسددين ومباركين، وألا يكلنا لأنفسنا طرفة عين.
 
 وأبان أن اللقاءات بعامة علماء اليمن المشمولين ببرنامج التواصل في داخل المملكة العربية السعودية تمت ولله الحمد مرات عدة، وشارك بعضكم في أكثر من لقاء، ثم صار لنا لقاءات خاصة في مقر الوزارة بمختلف المكونات المؤثرة في المشهد اليمني المتنوعة، ما بين جمعيات، وجماعات، ومدارس علمية، وتجمعات.. والهدف من هذا اللقاء هو التعارف بشكل أكبر؛ ليتم التعاون بشكل أفضل وأقوى بإذن الله ـــ.
 
 وأكد أهمية العمل الجماعي لصالح اليمن، وقال: لا شك أن عملنا معًا في شأن اليمن هو عمل جليل، ونراه من واجبات الوقت المتحتمة؛ لأن ابتلاء الله جل وعلا للناس يجري وفق سنته وحكمته، وجرى من سنته وحكمته هذا الابتلاء العظيم لليمن بتسلط الحوثية والانقلابيين، ومَن معهم، ومَن وراءهم من إيران وأتباعهم.. فالابتلاءات ما سلم منها الأنبياء، يبتلى الناس على قدر دينهم، الأمثل فالأمثل، الأنبياء أُخرجوا من ديارهم، وأنصار الأنبياء أُخرجوا من ديارهم وأموالهم وأبنائهم، ولقوا ما لقوا وهم مؤيدون بنصر الله جل وعلا موعودون بالجنة، وهم أهل كرامة عند الله جل وعلا فالابتلاء حاصل؛ لينظر الله جل وعلا كيف تعملون. قال الله جل وعلا ـــ: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. فهذه المسألة عظيمة، والمملكة العربية السعودية قيادة وعلماء، وبالخصوص وزارة الشؤون الإسلامية، ترى الواجب عليها عظيمًا في هذا الحدث الذي تسلط فيه الحوثية والانقلابيون على اليمن ومقدراته وأهله وعقيدتهم، وسلامة إسلامهم ودينهم واجتماع كلمتهم.
 
 وواصل آل الشيخ: العلماء والمؤسسات الدينية في السعودية لها دور غير المؤسسات السياسية المتمثلة في ولاة الأمور والقيادة والحكومة والوزارات الأمنية.. هؤلاء لهم دور عظيم سياسي وأمني، يقومون به أتم قيام ولله الحمد فجزاهم الله عنا وعنكم خير الجزاء. مبينًا أن دور أهل العلم هو تثبيت الرسالة، وتثبيت القلوب، واستمرار التأثير في الناس بالدين، والمحافظة على دين الناس، وعلى عقيدتهم والكسب في ذلك ليس فقط في المرحلة التي نعيش فيها، ولكن ما بعد هذه المرحلة؛ لأن المرحلة لها علاج عولجت بهذا البرنامج وما يكتنفه، ولكن الشأن إذا استقرت الأمور وهي الآن بحمد الله إلى استقرار في كثير من المناطق. ونسعى مثل ما جاء في الميثاق إلى أن يكون الجميع إخوة لإنقاذ اليمن؛ لأن هذا الذي حصل خطر كبير على اليمن، وعلى أهله، وعلى الشباب، وعلى النساء، وعلى الأجيال القادمة.
 
 وختم آل الشيخ كلمته بقوله: إن هذه الحركة عندكم لها نشاط كبير ومميز في الحاضر وفي الماضي، وقد قدمتم عملاً اجتماعيًّا، وقدمتم تضحيات في مقاومة الحوثي والانقلاب؛ فجزاكم الله خيرًا، ورفع قدركم.
 
ورفع رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي في الجمهورية اليمنية الشيخ عبدالرب صالح السلامي أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولحكومة وشعب السعودية الشقيقة على وقوفهم إلى جانب شعبنا اليمني في معركته الهادفة لإنقاذ اليمن من السقوط في يد المشروع الإيراني، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية. كما شكر الوزير على حسن الاستقبال والتكرم بعقد هذا اللقاء الذي يأتي تعزيزًا لمسيرة التواصل التي انطلقت برعايته بين السعودية والعلماء والدعاة والمكونات والمدارس الدعوية باليمن.
 
 وقال: نلتقي بكم اليوم في ظل أوضاع استثنائية ملتهبة، تعيشها اليمن خصوصًا، والمنطقة العربية عمومًا؛ ما يجعل الحديث معكم في قضايا التعاون في المجالات الدعوية والإرشادية لا ينفصل عن تلك التحديات الكبرى التي يأتي في مقدمتها في نظر الحركة ثلاثة تحديات رئيسة، هي: المشروع الإيراني الصفوي الداهم على المنطقة العربية والمستغل للأقليات الطائفية في بلادنا؛ لتمرير مخططاته الاستعمارية التوسعية، وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب التي تتغذى بسبب حالة التخلف العلمي والعقدي الذي تعيشه بلادنا، والانقلاب على الشرعية وانهيار مؤسسات الدولة ودخول اليمن في حالة من الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والانقسام الاجتماعي. مؤكدًا أن هذه التحديات الثلاثة تتطلب تعزيز الشراكة بين اليمن والسعودية.
 
 وأضاف: إن الحركة استشعرت خطورة هذه التحديات؛ فاتخذت نهجًا واضحًا لمواجهتها سياسيًّا ودعويًّا. فعلى المستوى السياسي تبنت الحركة نهجًا سياسيًّا مستندًا إلى المرجعيات الناظمة للعملية السياسية في اليمن، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وإعلان الرياض. وتتمثل أهداف الحركة في هذه المرحلة في الاصطفاف إلى جانب الشرعية، وتأييد التحالف العربي وعاصفة الحزم؛ لكسر الانقلاب، وإنقاذ اليمن من السقوط في يد المشروع الإيراني، وجماعات الإرهاب والتكفير.
 
 وواصل: أما في مجال التوعية والإرشاد فإن حركة النهضة تنظر إلى العمل الدعوي والإرشادي بوصفه أساسًا للنجاح في مجالات الحياة كافة، ومن ثم تلتزم الحركة في نشاطها الدعوي بمنهج أهل السنة والجماعة، والدعوة إلى الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف الصالح، بنظر فكري معتدل، ينبذ الغلو والتطرف، ويرفض العنف في التغيير، ويتبنى المنهج السلمي في الإصلاح والبناء. ومن هذا المنطلق تتطلع الحركة إلى بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التحديات الآنف ذكرها؛ لإنقاذ اليمن من الأفكار الضالة، والانتقال بالعمل الدعوي إلى مرحلة الاستقرار والبناء.
 
 ونوه الشيخ السلامي بتأسيس برنامج التواصل مع علماء اليمن واصفًا إياه بالمبادرة الكريمة واللفتة النبيلة في رعاية العلماء والدعاة في ظل الظروف القاسية، ولما احتواه البرنامج من أهداف جليلة في خدمة الدعوة التي يأتي في مقدمتها الحرص على جمع كلمة العلماء والدعاة، والتقريب بين التيارات والمدارس الدعوية متوجة بتوقيع ميثاق العمل الدعوي.
 
 واسترسل: والحركة إذ تثمن الجهود المباركة التي حققها البرنامج وميثاق العمل الدعوي فإنها تتطلع إلى إيجاد شكل أوسع من التنسيق، يتجاوز دائرة الجماعات والأحزاب ذات المنهج المتقارب إلى دائرة أوسع تشمل معتدلي الزيدية والصوفية، وجمعهم على هدف كبير ومشترك، هو مواجهة المد الصفوي الإيراني وتيارات الغلو والإرهاب معًا. كما أن الحركة تتطلع إلى تعزيز جسور التواصل والاستفادة من تجربة الوزارة في مختلف مجالات الدعوة والإرشاد. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org