دشن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، مقر برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في مدينة الرياض.
واستقبله لدى وصوله مقر المكتب لفيف من أعضاء البرنامج، وفي بداية التدشين قام بجولة على أرجاء المقر واطلع على أقسامه ومكوناته، عقب ذلك عقد اجتماعًا بأعضاء لجنة التواصل مع علماء اليمن، حيث ألقى كلمة استهلها بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله -صلى الله عليه وسلم- ثم شكر جميع القائمين على البرنامج من أعضاء ولجان، وقال: الكل بذل جهدًا كبيرًا يشكر عليه، لا حرمكم الله الأجر والثواب.
وأضاف أن البرنامج أعطانا مؤشرًا كبيرًا جدًا إلى أن اجتماع علماء المسلمين ليس بالأمر الصعب، يحتاجون إلى لقاء وأخوة ولفتات حانية تطيب الخواطر، وتعالج المشكلات، اليوم لا مجال إلا للاتحاد لا مجال للتفرق، الذي يحب أن ينعزل بنفسه فردا أو جماعة أو هيئة أو منظمة فإنه بالتالي يقلل من عناصر القوة؛ لأن الله - جل وعلا- أمرنا فقال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، والقوة هنا نكرة جاءت في سياق الأمر؛ فتعم جميع أنواع القوة، والقوة منها قوة مادية، منها قوة علمية، منها قوة معنوية، ومن أكبر القوى المعنوية الاتحاد والوحدة فإنه لن يجد الشيطان أجمل من التفرق ، وقال ـــ جل وعلا ــ: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم}، يعني أحسن ما يجد الإنسان، وقال : {وقولوا للناس حسنا}، وهذا تمثل ـــ بحمد الله ــــ في اجتماعات هذا البرنامج خلال الأشهر الماضية.
وأثنى الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على كل من أسهم في هذا البرنامج حيث تحققت لهذا البرنامج بعد مضي أربعة أشهر منذ بدايته نتائج عظيمة جداً ولله الحمد، واصفاً العلماء الحاضرين والمشاركين في هذا البرنامج بأنهم رمز لعلماء اليمن أولاً ولعلماء الأمة، وقال مخاطبًا إياهم: إن بلدكم المملكة العربية السعودية، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان جميعهم حريصون عليكم جدًا، وحريصون أيضاً على قوة اليمن، واستقراره ونهضته مستقبلاً -بإذن الله -.
وأوضح أن اليمن محفوظ بحفظ الله له فهو معقل للإيمان، و"الإيمان يمان والحكمة يمانية"، وأهله في التاريخ قدموا لأمتهم الكثير وسيظل ذلك إلى قيام الساعة، ونحتاج إلى كثير من الهدوء والعناية في رؤية الأحداث، مشيرًا إلى أن ميثاق علماء اليمن الذي قام بإعداده أعضاء هذا البرنامج المبارك قد تناول كل شيء ولله الحمد، وهو ميثاق ديني ضخم في العقيدة والشريعة والأخلاق والتواصل، وهو عظيم جدا ولو رعيتموه حق الرعاية أظن أنه يمكن نسخه في الأمة الإسلامية في أي مكان كان.
وأضاف: أن مما يضعف التجارب الإسلامية الخلافات، لذلك قدر الله ـــ جل وعلا ـــ أن يكون هناك فئات ، واختلافات ويكون فيه تنوع لكن مثل ما ذكرتم في الميثاق أننا نريد أن يكون الاختلاف اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، وكل واحد منا وكل جمعية وكل عالم يجب عليهم التفكير في الأمة الإسلامية في المستقبل وماذا يجب تجاهه، وإلا نكون قد فرطنا، وما سيحصل من تغييرات هذه الأيام، ستظل مئات السنين والمسألة صعبة ، ولابد أن نتواصى كما قال الله -جل وعلا-: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وشدد "آل الشيخ" على أهمية التكامل ووجوبه: "التكامل لا يمكن أن يكون إلا بذهاب سخيمة النفس، إذا وجدت سخيمة النفس فإنه لا يمكن أن يكون تكامل، والذي يتبع ما يبثه الشيطان في نفس الشخص من إخوانه، ونقد إخوانه، أو الهجوم عليهم أو تكبير الصغير الذي لا يجوز تكبيره، فإنه بذلك يفرط في مصلحة ضخمة جداً للأمة، فالأمة ليست في حال جواز الاختلاف اليوم، بل هي في حال وجوب الائتلاف وجوبا شرعياً عينياً والذي يخالفه يضر بالأمة ضرراً كبيرًا جدًا، وقد قدر الله وجود هذه الفئات والمذاهب؛ لحكمة يعلمها الله -جل وعلا- لكن نحن نتعامل مع ما قدره الله بالعلم ولا نتعامل معه بالهوى، لذلك العلم يقضي بأن المختلِفَيْنِ سواء أكانوا أشخاصا أم أكبر، يجب عليهم أن يسلوا سخيمة نفوسهم ثم ينظروا في الأمر المختلف فيه.
واختتم الوزير المشرف العام على برنامج التواصل مع علماء اليمن، الشيخ صالح آل الشيخ، كلمته بالتوجه بأن يكون هناك تعجيل بالبرامج النوعية داخل اليمن المفيدة للمجتمع اليمني مما هو من صميم عمل العلماء مثل عمل المدارس، والجمعيات، والهيئات وعمل المفتين كل في مكانه.
وحضر حفل افتتاح المقر، عدد من المسؤولين والعلماء في المملكة واليمن، وأعضاء البرنامج.