وضعت يدها على الجرح الثقافي العربي.. مبادرات وبرامج فاعلة أخذت بها السعودية "الألكسو" إلى الواجهة

صحيفة تونسية تشيد.. والمدير العام للمنظمة يهنئ
وضعت يدها على الجرح الثقافي العربي.. مبادرات وبرامج فاعلة أخذت بها السعودية "الألكسو" إلى الواجهة

أشادت الصحيفة التونسية "التونسيون" في تقرير لها عن الجهود السعودية في تطوير الجانب الثقافي العربي، إلى قدرة المملكة على النهوض بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لتحقيق طموحات الشعوب العربية، مشيرة إلى أن الدكتور هاني المقبل، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة يحمل رؤية توافق ما تشهده المملكة من تطور، بالتوازي مع رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، وثقل المملكة إقليمياً ودولياً.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك رغبة كبيرة في تطوير عمل المنظمة، ويظهر جلياً من اجتماعات المجلس التنفيذي، وآخرها الجهود التي قادتها المملكة لإدراج الخط العربي في قائمة التراث العالمي.

جهود سعودية عابرة للزمن

منذ إنشاء (الألكسو) قبل أكثر من 50 عاماً والنشاط السعودي في ازدياد؛ لتعزيز ورفع المستوى الثقافي العربي حتى يقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها، وفي العامين الأخيرين كان للمملكة دور رائد وفاعل في المنظمة، وذلك تنفيذاً للتوجيهات السامية بالاهتمام بالمنظمات الإقليمية والدولية، والتركيز على العمق العربي والإسلامي في رؤية المملكة 2030، وتعزيز العلاقات في العالم العربي من خلال الثقافة والتربية والعلوم.

وانعكس الواقع الثقافي المزدهر الذي تعيشه المملكة على قيادتها للمنظمة العربية، ففي العامين الأخيرين قدمت المملكة نحو 44 مبادرة، تشمل برامج الموهوبين العرب، والمؤتمرات الدولية، وورش العمل واللقاءات الافتراضية، والمعارض، وبرعاية من القيادة السعودية الرشيدة، وتوجيه من وزارة الثقافة.

فمنذ انتخاب السعودية ممثلة في هاني بن مقبل المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة "الألكسو" في يوليو 2021، حرصت المملكة على أن يعمل المجلس وفق خطة واضحة، تنطلق من العمل التشاركي بين المجلس وإدارة المنظمة، مع تعزيز التواصل والتحسين المستمر من خلال المواءمة مع المنظمة وهو ما انعكس على أداء المنظمة بشكل عام.

فقد أتى هذا الحراك تأكيداً لاهتمام السعودية بـ"الألكسو" ودورها الفاعل في الوطن العربي، وحرصها على تحقيق المنظمة لأهدافها بما ينعكس على الدول الأعضاء، وتسخير الفرص والممكنات من خلال توظيف المكتسبات والمبادرات الثقافية والعلمية السعودية للاستفادة منها في مجالات عمل المنظمة من جانب، واستثمار ما وصلت إليه "الألكسو" من برامج وممارسات نوعية من قبل المؤسسات السعودية ذات العلاقة وتبادل التجارب والخبرات من جانب آخر، وذلك في إطار تكامل جهود الدول الأعضاء نحو تحقيق برامج وإنجازات ثقافية وعلمية مشتركة.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كان يمر بها العالم جرّاء الجائحة، إلا أن القطاع الثقافي في المملكة أثبت مدى استعداده وجاهزيته غير المسبوقة في إعداد وخلق جُملة من الأنشطة والمبادرات والفعاليات الثقافية، بما يعكس اهتمام المملكة الكبير في كل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته، ودورها العميق في تحقيق رؤى الدول وتقارب الشعوب العربية وخلق المزيد من الفرص المشتركة وأوجه التعاون من خلال الثقافة العلوم.

ووضعت المملكة يدها على الجرح الثقافي العربي والمُمثل في غياب العمل الميداني الداعم للتربية والثقافة، بما يؤثر بشكل سلبي على البنية الثقافية والتعليمية للمجتمعات العربية، وغياب الأنشطة الثقافية والفنية التي تؤهل الشعوب للارتقاء بالأجيال لمواجهة التحديات؛ لذا حرصت الرياض على إطلاق عدد من المبادرات والبرامج الفاعلة، وقيادة جهود تعزيز الجانب الثقافي العربي، وبمشاركة عدد من مؤسساتها الثقافية.

مبادرات وبرامج

حرصت المؤسسات السعودية مع المنظمة على إطلاق وتطوير عدد من المبادرات خلال الآونة الأخيرة. ففي مارس الماضي أُطلق برنامج الموهوبين العرب مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع في نسخته الثانية، وذلك لتمكين الموهبين، وإيجاد بيئة محفزة للإبداع في العالم العربي، وتعزيز الشغف بالعلوم لبناء قيادات شابة عربية واعدة تقود العالم العربي نحو مستقبلٍ زاهر.

ومن بين المشاريع المشتركة أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز و"الألكسو"، للنهوض بالثقافة التكنولوجية والأمن السيبراني في العالم العربي ووقاية الطفولة والشباب العربي من مخاطر المعلوماتية، فضلاً عن توقيع مذكرة تفاهم بين "الألكسو" ومنتدى الجوائز العربية في المجالات التربوية والثقافية والعلمية، حيث أصبحت "الألكسو" عضواً في الجمعية العمومية للمنتدى، وتمت إضافة 3 جوائز لها ضمن الجوائز العربية المعتمدة في منظومة جوائز المنتدى.

فيما شهدت العاصمة التونسية قبل أيام قليلة احتضان معرض الخط العربي في مقر المنظمة، والذي يستمر لمدة شهر، ويبرز دور السعودية ومؤسساتها الثقافية والمعرفية، بالموروث العربي والإسلامي العريق، وما يمثله الخط العربي كفن متميز أصيل له حضوره التاريخي والمادي الملموس، فقد قادت الرياض جهود إدراج الخط العربي في قائمة التراث العالمي.

إشادة واسعة

ووجدت الجهود والأنشطة السعودية في "الألكسو" إشادة واسعة لما أحدثته من تطوير في مجالات عمل المنظمة، وحققت قيادتها للمجلس التنفيذي مكتسبات ونتائج هامة بفضل العمل التصاعدي للمجلس التنفيذي لدعم المنظمة، وما اتخذه من إجراءات إستراتيجية وتنظيمية لتطوير حوكمة وكفاءة الأداء، وتحقيق الاستدامة المالية، وتمكين المجلس التنفيذي والمنظمة، وتعزيز العمل العربي المشترك، وعكس الواقع الفعلي للمنظمة إعلامياً بما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية عنها.

فقد أشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو"، محمد ولد عمر، بتلك الجهود في أكثر من مناسبة، وعبر عن شكره وتقديره للأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، على نجاح المملكة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" على تسجيل ملف الخط العربي ضمن قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي، مؤكداً أن هذا يعكس التعاون والتكامل بين المملكة والمنظمة في كل ما من شأنه خدمة العمل العربي المشترك.

وأشاد برؤية وزير الثقافة، واهتمامه المباشر في إحياء تراث الثقافة العربية مثل مبادرته في إحياء مركز دار القلم، بحيث يكون مركزاً عالمياً يحمل اسم سمو ولي العهد، مؤكداً أن ذلك يعكس رؤية المملكة 2030م بالاعتزاز بالخط العربي وأصالته وتاريخه وفنونه، ومعرباً عن ثقته بأن المركز سيكون بوابة عملية من خلال إتاحة الفرصة أمام المتخصصين في الخط العربي لطرح آرائهم وأفكارهم من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org